وسام الديري – دير الزور
تأزم الوضع في الأسبوع الماضي في قرية المسرب (القريبة من التبني) في الريف الغربي لدير الزور بين جبهة النصرة وكتائب من الجيش الحر وبين أهالي قرية المسرب الذين ينتمي أغلبهم الى فخذ العساف من عشيرة البوسرايا، وذلك بعد قيام عدد من سكان القرية بسرقة آليات تابعة لجبهة النصرة وقتل أحد «أمراء الجبهة» ويدعى «القسورة» وقتل عدد من رفاقه في الجبهة لاحقًا.
وفي التفاصيل، قام بعض اللصوص من قاطني قرية المسرب بسرقة عدة صهاريج، كما قاموا بعمليات سلب وقطع طريق خلال الشهر الماضي مما دفع بعض أهالي المنطقة إلى طلب النجدة من «الهيئة الشرعية» في تلك المنطقة فقامت الهيئة بإرسال دورية يقودها «القسورة» ويرافقه فيها أحد أعضاء الهيئة الشرعية وعدد من العناصر في الجيش الحر لاستقصاء الوضع ومحاولة جلب بعض المطلوبين. وبعدها قام بعض من قطاع الطرق بهجوم مباغت عليهم أدى إلى استشهاد قائد الدورية مباشرةً واستشهاد عضو «الهيئة الشرعية» وقام «اللصوص» بتصوير أنفسهم وهم يمثلون بجثة «أمير جبهة النصرة» والدوس عليها وسحله في المنطقة كما قاموا بسرقة الآليات التي كانت تستخدمها الدورية ومنها رشاش دوشكا ومضاد طيران عيار 13.5.
قام «الجيش الحر» على إثرها بتطويق القرية والمطالبة بتسليم القتلة لتتم محاكمتهم والقصاص منهم. وتم الاتفاق بين «الهيئة الشرعية» وعدد من وجهاء القرية على تسليم القتلة خارج حدود القرية ولكن بعض الأهالي رفضوا هذا الخيار. كما أسهم تدخل طائرات النظام بتأجيج الوضع عندما قامت بقصف مواقع الجيش الحر المحاصر للقرية. واشتعلت بعد القصف مواجهات أسفرت عن استشهاد عدد آخر من عناصر الجيش الحر وما زال الحصار للقرية قائمًا. وقد طالب عناصر الجيش الحر بإخلاء المدنيين من الأطفال والنساء من القرية وتسليم القتلة والمطلوبين وإلا سيتم اقتحام القرية خلال وقت قصير.
يقول أبو محمد أحد أهالي القرية: «نحن على استعداد تام لتسليم المطلوبين والاقتصاص منهم ولكن قوات الجيش الحر جعلت من الأمر تحد عشائري وهذا ما سبب تعنت أهالي المنطقة ورفضهم تسليم القتلة، ونحن لا نقبل أن يكون في قريتنا أي لص أو قاتل أو مسيء للثورة ونتمنى من العقلاء التدخل لإنهاء الوضع المتوتر بأسلم الطرق وأقل الخسائر».
بينما ذكر أبو خالد وهو أحد عناصر القوات المحاصرة للقرية أن ما حصل يعتبر «خيانة» بعد أن تم إعطاء الأمان للجيش الحر وحالة الغدر التي حصلت لا يمكن السكوت عنها، والتمثيل بجثث «المجاهدين» لا يمكن السكوت عنه أبدًا.
وتعتبر هذه الحادثة سابقة خطيرة من الممكن أن تسبب صدامات بين كتائب الجيش الحر بعضها مع بعض وتفتح الباب على مصراعيه لتساؤلات عديدة أولها التخوف من الوضع المستقبلي في منطقة أهون ما يقال عنها أنها على «شفير صراعات مناطقية» قد تحدث في أي لحظة .