عنب بلدي – العدد 59 – الأحد 7-4-2013
أمير الحسكاوي – الحسكة
أسهمت الحكومة العراقية بشكل مباشر وغير مباشر بدعم نظام الأسد بتزويده بالمعدات والأسلحة وتسهيل عبور المقاتلين الإيرانيين، بالإضافة إلى إغلاق المعابر أمام النازحين ومنع دخول المساعدات إلى الداخل السوري.
كما أعادت الحكومة العراقية نشر قوات جديدة على طول الحدود السورية العراقية في وضعية هجومية حسبما أكده لنا ناشطون على الحدود.
ونستعرض في تقريرنا هذا حالة المعابر البرية على الحدود السورية العراقية الممتدة على مسافة 600كم بدءًا من عين ديوار في أقصى الشمال الشرقي، إلى معبر التنف قرب مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.
ونبدأ بسيطرة الثوار على معبر اليعربية الذي يعد معبرًا حيويًا للحركة التجارية ونقل البضائع؛ حيث سيطر الثوار على المعبر بعد معارك وحصار مشدد لعدة أيام، وشاركت القوات العراقية في معركة اليعربية، وأسهمت في توفير الذخيرة لقوات الأسد التي كانت محاصرة في السوق الحرة ونشرت قناصتها، وسمحت لطائرات الميغ السورية باختراق الأجواء العراقية، كما قصفت القوات العراقية اليعربية ومركز الهجرة والجوازات ومبنى المعبر وقتلت عددًا من الثوار يوم 2 آذار المنصرم وفق مانقلته لجان التنسيق المحلية.
وتكمن أهمية السيطرة على معبر اليعربية بقطع خط من خطوط إمداد النظام، كما أنه كان يستخدم لدخول قوات الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى المساعدات من حكومة المالكي العراقية.
يذكر أن الحدود عند معبر اليعربية أغلقت رغم وساطات لشيوخ العشائر من الطرفين السوري والعراقي للإبقاء على المعبر كمدخل للمساعدات الإنسانية، لكن هذه المساعي قوبلت بالرفض.
وإلى معبر البوكمال (130 كم جنوب شرق دير الزور)، إذ يسيطر الثوار على هذا المعبر بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشرقية «عمر أبو ليلى»، وكان المعبر يستخدم في الآونة الأخيرة كمعبر إنساني لعبور النازحين واللاجئين من القصف والعمليات العسكرية في دير الزور، لكن الحكومة العراقية أغلقت المعبر أمام مئات الأسر بالتعاون والتنسيق مع النظام، مما خلق مشكلة إنسانية هددت حياة الآلاف بالموت تحت القصف.
في حين بقي معبر التنف في مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية تحت سيطرة النظام، ويعتبر معبرًا للشاحنات أكثر من كونه معبرًا للأفراد، وتسيطر عناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا على معبر غير رسمي مع شمال العراق.
يذكر أن آلاف الأسر نزحت خلال العامين الماضيين عبر المعابر الرسمية، وأخرى بطرق التهريب بين الوديان مما هدد حياة الكثيرين بالخطر، واستقبلت مدينة القائم العراقية آلاف الأسر النازحة من دير الزور قبل إغلاق معبرها، في حين تحدثت تقارير لحكومة إقليم كردستان عن 60 ألف لاجئ في محافظة دهوك، وبالأخص في مخيم دوميز الذي يُؤوي غالبية النازحين، كما أقيمت مخيمات في القائم والأنبار بسبب موجات النزوح المتتالية حتى اليوم إلى الشمال العراقي وغالبيتهم من الأكراد السوريين.