الأسد ورهان أبو علي
عنب بلدي – العدد 59 – الأحد 7-4-2013
عنب بلدي
مجددًا خرج رأس النظام السوري في مقابلة تلفزيونية لينفي ما تداولته الناس عن مقتله من مساعده الإيراني المزعوم. المقابلة التي كرر فيها الأسد كلامه ووعيده السابق عن ضرورة بقاء نظامه كضامن لاستقرار المنطقة لم يزد عليها إلا كلامه عن تربية داوود أوغلو «السيئة» و «كذب» اردوغان المستمر و هو ما لا يعني زيادة نوعية عن تصريحاته السابقة.
المقابلة جاءت في صلبها موجهة نحو الشعب التركي أكثر منها إلى الشعب السوري، وهي تستهدف استفزاز الشعب التركي ضد قيادته من خلال التحاور مع الصحف التركية المعارضة والتي لها شعبية لا يستهان بها، وهو ما لم تفعله المعارضة السورية للأسف مع الشعبين الروسي والإيراني اللذان فيهما كما نعلم جميعًا معارضة قوية ضد نظامي الحكم فيهما.
كان من الأجدى أن لا نتعامل مع شعوب الخصوم بهذا المقدار من التعميم السلبي وإنما السعي نحو كسب ود الجماهير عبر مخاطبة معارضتها.
لم يعد الأمر سهل التصحيح ولا ندري إن كان الأوان قد فاتنا أم لا، ولكن بالنظر لطول الثورة واحتمال طولها فإنه من الممكن استراتيجيًا تغيير خطابنا الإعلامي وفتح قنوات الاتصال مع المعارضة الإيرانية والروسية.
قد لا يكون ما قيل واقعيًا ومنطقيًا كفاية ولكنه بالتأكيد أكثر منطقية وواقعية من الطريقة المتبعة في خطابنا الإعلامي الذي تعتريه العشوائية والتعميم السلبي والتهويل وعدم المصداقية أحيانًا.
لم يعد مقبولًا ولا محتملًا أن يتصدر إعلام الثورة الشائعات والتي غالبًا ما تنعكس بشكل سلبي على نفوس الشعب السوري ومعنوياته، والأهم ثقته بالثورة وإعلامها.
من يكرر ذات الفعل في ذات الظروف فلن يحصل إلا على ذات النتائج، وهو ما نتمنى على إعلام الثورة تجاوزه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :