وفد الأمم المتحدة يصنع “القهر” في داريا
زين كنعان – داريا
لم ينتظر عشرات من أهالي مدينة داريا دخول الأدوية فحسب، الخميس 12 أيار، بل وقفوا ليحتجوا على سلوك وفد الأمم المتحدة ويعبروا عن “استنكارهم“، لأن القافلة لا تحتوي مساعدات غذائية تخفف معاناتهم، لكن بعد انتظار دام نحو سبع ساعات عادوا أدراجهم بعد منع قوات الأسد دخول الوفد، محملين بضحيتين (أب وابنه)، قتلا جراء قصف الأسد موقع التجمع، إلى جانب خمس إصابات.
وصف الأستاذ ماهر أبو نذير، أمين سر المجلس المحلي، ما جرى بأنه “وصمة عار جديدة تضاف إلى وصمات العار التي تفضح المجتمع الدولي الظالم والأمم المتحدة العاجزة عن تأدية أبسط مهامها”.
وأوضح أمين السر، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “لجنة الصليب الأحمر الدولي أبلغت المشفى الميداني، الأربعاء 11 أيار، نيتها إدخال مساعدات دوائية إلى المدينة المحاصرة، بعد أخذ الموافقة من قوات النظام، دون أن تتضمن مساعدات غذائية وإنما أدوية ولقاحات وحليب أطفال”.
وصلت القافلة التي تضم أعضاء من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري، حوالي الساعة الواحدة بعد ظهر الخميس، إلى مشارف المدينة ليتم إيقافها عند حاجز للفرقة الرابعة قرب معمل “آيس مان” للتفتيش، وأصر ضباط النظام على منع دخول حليب الأطفال والأدوية والسماح بإدخال اللقاحات فقط.
لكن الفريق المسؤول عن القافلة أصرّ على دخول المساعدات الدوائية كاملة، واستمر التفاوض بين الطرفين عدة ساعات دون نتيجة، ما أدى إلى إلغاء المهمة بالكامل وعودة القافلة إلى دمشق عند السادسة والربع مساءً، دون دخول أي مساعدات.
أثناء عودة الوفد “كادت مجزرة حقيقة أن تقع بحق العشرات من الأطفال والنساء المجتمعين عند مدخل المدينة”، بحسب مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي، كرم الشامي، وأوضح “بعد انتظارهم ساعات طويلة دخول الوفد، بدأت تتساقط عليهم مساعدات صاروخية”، على حد وصفه، مضيفًا “عادوا يحملون شهيدين أبًا وابنه وخمس إصابات”.
حالة من “اليأس والقهر” عمّت المدينة بعد هذا اليوم، بحسب توصيف كرم، مؤكدًا “لم يتلقّ الناس سوى مزيد من الآلام بعد أن عقدوا آمالًا على دخول المساعدات”.
النقيب سعيد نقرش (أبو جمال)، قائد لواء شهداء الإسلام، وصف نظام الأسد بـ “العصابات والمافيات”، عبر صفحته في “فيس بوك”، وأضاف “منذ أشهر والأمم المتحدة والصليب الأحمر تحاول الحصول على التصريح لدخول مدينة داريا، وبعد مرور ملف الاحتياجات الإنسانية على جميع الأفرع الأمنية والتشبيحية، والقوات النظامية وغير النظامية، وموافقة المندوب السامي الروسي والمندوب السامي الإيراني والمندوب السامي لحزب الله، وصلت بعثة الأمم المتحدة والصليب الأحمر لآخر نقطة للنظام قبل دخولها داريا، وهي محملة ببعض الأدوية للأمراض المزمنة ولقاحات وحليب للأطفال ولوازم مدرسية، ليقوم الحاجز بإذلال الموظفين الدوليين ومراوغتهم لساعات طويلة، وسرقة المساعدات ومنعهم من الدخول”.
محمد أبو براء (34 عامًا)، من مزارعي المدينة، يتساءل عن “جدوى الاجتماعات والاتفاقيات التي تجري في الخارج”، بحسب تعبيره، مضيفًا “هل المجتمع الدولي بذلك الضعف ليعجز عن إدخال بعض المساعدات لمدينة محاصرة، أم أن الجميع يشترك مع النظام في مأساة الشعب السوري؟”.
وأضاف المزارع ” بقينا في مدينتنا ولسنا نادمين، ووقفنا في وجه النظام الظالم، ومازلنا مصرين ولا نطلب العون إلا من الله”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :