عنب بلدي – الغوطة الشرقية
طرح فصيل “جيش الإسلام” مبادرة للصلح بين الفصائل في الغوطة الشرقية، وأعلن عنها خلال اجتماع حضرته فعاليات ومؤسسات مدنية في الغوطة، الجمعة 13 أيار، ورد “فيلق الرحمن” على المبادرة طارحًا بنودًا قال الجيش إنها ليست ضمنها، متهمًا الفيلق بالاستمرار بتنفيذ الخروقات ضد مواقعه.
المبادرة التي جاءت “خجولة” لم تبصر النور بعد، وسط خلافات بين الطرفين حول بنودها، رغم أنها سُلمت ليرعاها مجلس محافظة ريف دمشق، بعد توافق الطرفين على الأمر.
إطلاق المبادرة
أطلقت المبادرة على أن تكون “حسنة النية”، وبحسب تسجيل صوتي حصلت عليه عنب بلدي، سمّى القاضي في “جيش الإسلام”، أبو يوسف عبد العزيز، المبادرة بـ “مبادرة الأخ المحافظ”، ودعا محافظ ريف دمشق، أكرم طعمة، إلى رعايتها والعمل على تطبيقها بعد موافقة الجيش.
وطالب القاضي بـ “إخراج المدنيين والمجاهدين وتحييدهم عن الصراع”، داعيًا إلى أن تكون “مبادرة حسن نية وغير مشروطة وبالتعاون بين الطرفين”، على أن تسعى إلى الصلح بين الفصائل، وطلب من طعمة نقلها إلى “الأخوة في فيلق الرحمن”، بينما فوّض الأخير لجنة من الفعاليات المدنية، للتواصل مع الجيش، مساء الجمعة 13 أيار.
وضمت اللجنة 13 اسمًا على رأسها محافظ ريف دمشق، أكرم طعمة، على أن تسعى “لإيجاد أرضية مشتركة للحل في القضايا العالقة بين الفيلق والجيش”، بحسب بيان الفيلق.
الفصيلان يطرحان بنودًا مختلفة للمبادرة
وتتضمن المبادرة بحسب “جيش الإسلام” إطلاق سراح الموقوفين لديه مقابل إطلاق سراح المعتقلين لدى “فيلق الرحمن”، بينما طرح الأخير بنودًا مختلفة جاءت على لسان المتحدث الرسمي باسم الفيلق، وائل علوان، وشكر طعمة على مبادرته وأثنى عليها، معلنًا موافقته على ماجاء فيها.
علوان أشار في تغريدات عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، إلى أن المبادرة تتضمن إطلاق سراح المعتقلين على دفعتين، تشمل الأولى العاملين في المؤسسات المدنية والعسكريين والأفراد، بينما تشمل الثانية القادة والأمنيين بعد تطبيق الاتفاقية الموقعة بين الطرفين والقاضية بالانسحاب من مسرابا.
ورد “جيش الإسلام” على حديث علوان موضحًا أنه “لم يكن من بنود المبادرة تقسيم الموقوفين إلى مدنيين وعسكريين وأمنيين، كما لم يذكر أي بند عن تقسيمها لدفعتين، ولم يكن هناك أي بند يشير إلى تعليق التبادل بأي اتفاقية سابقة”.
كما اتهم الفيلق بالاستمرار بتنفيذ خروقات في الغوطة، مشيرًا “لازالت خروقات الفصائل الباغية مستمرة على مواقع مجاهدي جيش الإسلام، وعمليات القنص لم تتوقف، ما أدى لارتقاء المجاهد إبراهيم المدور”.
وكان “جيش الإسلام” حمّل فصيلي “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط”، مسؤولية تقدم قوات الأسد في المحور الجنوبي للغوطة الشرقية، متهمًا إياهما باستهداف مقاتلي الفصيل وأسر عدد منهم.
وطالب الناطق باسم أركان الجيش، حمزة بيرقدار، في تسجيل مصور نشر الخميس 12 أيار، الأهالي والفعاليات في الغوطة الشرقية، بضرورة الضغط على الفصيلين لـ”فك الحصار عن مجاهدينا جنوب الغوطة، وفك الحصار عن كتائبنا التي ماتزال محاصرة في مناطق رباطها في جوبر وزملكا وعربين… وإطلاق سراح جميع المجاهدين المختطفين”.
وكانت مبادرات داخلية وخارجية طرحت خلال فترة الاقتتال، التي بدأت الخميس 28 نيسان، ودامت أكثر من عشرة أيام، قتل إثرها عسكريون ومدنيون، إلا أن الفصائل المتنازعة لم تلتزم بها بشكل كامل.
ولم تتضح معالم المبادرة الجديدة كليًا، وسط الخلافات التي تظهر بين الفصيلين حول بنودها، بينما ينتظر أهالي الغوطة حلًا ينهي الخلاف بشكل كامل، بعد توقف الاقتتال فعليًا وتسلم “الشرطة الحرة” والمؤسسات المدنية في الغوطة الشرقية مرافق بلدة مسرابا، الاثنين 9 أيار، عقب انسحاب “جيش الإسلام” منها.