فتنت روحي يا شهيد
كانا منذ نعومة أظفارهما صديقين، مدرسة واحدة جمعتهما وضمتهما حلقة علم واحدة… كبرا معًا وكان لهما ذكريات وأحلام… وكانت الثورة، وحدت بينهما أكثر وتعمقت صداقتهما أكثر وأكثر، شهدا فصولها معًا وتجاورا في المظاهرات، هتفا معًا وعاشا أجمل اللحظات سويةً… وفي لحظة من اللحظات، كانت رصاصة الغدر إلى قلبه أسبق والشهادة إليه أقرب، بالأمس كانا معًا وهو اليوم شهيد… جاء خبر استشهاده كالصاعقة ولم تفارق ذكريات الأيام السابقة مخيلة صديقه مذ علم بخبر استشهاده فقد كانا هناك معًا… وشهدا أحداثًا وفصولاً كثيرة معًا… وكل الشوارع والأماكن تشهد.. والآن صديقه ليس هنا، تركه بعد أن حمله أمانة المضي في دربه…
ودع العالم بابتسامة تعلو محياه، وكأنه راضي عن نفسه وفرح بمصيره، ومتأكد أن أصدقائه الذين جمعهم هدف واحد ماضون خلفه لنيل الشهادة واللحاق بركبه أو تحقيق النصر والانتقام لدمه ودماء كافة الشهداء..
فتنت روحي يا شهيد،
نم قرير العين هانيها فقد حققت الآن فقط ما تريد…
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :