تصدرت الليرة حديث السوريين في الآونة الأخيرة، بعد الانهيار الكبير الذي شهدته أمام الدولار، ووصول سعر الصرف إلى 625، في ظل مخاوف من استمرار تراجعها، مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذها.
وكما هو متوقع، رافق انهيار الليرة وفقدانها أكثر من 90% من قيمتها، ارتفاع كبير في الأسعار، ما زاد من معاناة السوريين، الذين أصبح 87% منهم دون خط الفقر، بحسب دراسة حديثة لمركز الرأي السوري للاستطلاع والدراسات.
ويقارن السوريون بين الأسعار في الوقت الحالي وفي 2010، أي قبل بدء الحراك الثوري، وكيف كان راتب الموظف، الذي لم يكن يتجاوز عشرة آلاف ليرة، يكفي أسرة مكونة من ثلاثة أفراد لشهر كامل، بينما يحتاج في الوقت الحالي لستة أضعاف راتبه من أجل تأمين حاجاته بحسب الدراسة.
وإذا ما قارنا أسعار المواد الأساسية التي يحتاج إليها المواطن في حياته بين 2010، حين كان سعر الصرف 47، والآن بعد وصوله إلى 625 ليرة، نجد فرقًا كبيرًا، إذ كانت الألف ليرة تكفي المواطن لمدة أسبوع، يستطيع أن يشتري بها كيلو من اللحم بسعر 600 ليرة، وصحن بيض بـ 90، وكيلو فروج بـ 90، إضافة إلى كيلو رز بـ 90، وسكر بـ 30، وربطة خبز كانت بـ 15 ليرة، إضافة إلى سندويشة فلافل بسعر 15 والشاورما بـ 35، وعلبة كولا لترين وربع بـ 35 ليرة سورية.
بينما في 2016 وصل مجموع سعر المواد السابقة إلى 8500 ليرة، وأصبحت الألف ليرة لا تكفي لشراء أوقية من اللحم، بسبب وصول سعر الكيلو إلى 4900، أو صحن بيض بـ 950، أو كيلو فروج بـ 850، أو كيلو سكر بـ 450، ورز بـ 475، وربطة خبز بـ 50، وقرص فلافل بـ 15، بعد أن أصبحت سعر السندويشة بـ 200 ليرة سورية.
ويتوقع السوريون أن الأسعار في طريقها للارتفاع أكثر، نتيجة عدم وجود مؤشر على تحسن قريب لليرة، ما يجعلهم يترقبون بخوف شديد حال سعر الصرف، خاصة بعدما يلوح بالأفق شبح ألف ليرة للدولار، ما ينذر بخطر انهيار الاقتصاد السوري واستبدال العملة المحلية بالعملة الأجنبية وهو ما يسمى بالدولرة.