التايمز تضع بشار في قائمة الشخصيات المؤثرة

  • 2013/04/07
  • 7:55 ص

لارا المحمد

وضعت صحيفة التايم بشار الأسد ضمن قائمة التصويت لأفضل شخصية مؤثرة لهذا العام. وشاركت قنوات الإعلام السوري رابط الصفحة تحت عنوان: (الأسود تقلب المعادلة دائمًا). قد يبدو الأمر مثيرًا للغرابة للوهلةِ الأولى، ولكنّه في الحقيقة مثيرٌ للسخرية أكثر منه إثارةً للدهشة. فوجود الأسد ضمن قائمة تضمّ 153 شخصية عالمية مؤشّر هام على مدى الدعم الذي تقدّمه سياسات الغرب لحكومته، والذي تجلّى الآن في هذا التصويت في صورة الدعم المعنوي والنفسي لشخص الأسد.

فما المؤثّر، والفعّال الذي قدّمه الأسد خلال عام من مسيرة بلدٍ يحتضر على يديه؟ هل يُعقل أنّ حجم الدمار والقتل والتخريب هو ما أثار إعجاب الصحيفة ودفعها لاختياره؟ أم أنّ سياسة القمع والترهيب التي ينتهجها تتناغم مع أفكار دعاة الحرية والديمقراطية؟ بل لعلّ ما لم يقدر مبارك والقذافي وزين العابدين أن يفعلوه، فعله بشار الأسد الشاب على حدّ تعبير صحيفة هآرتس العبرية؟

أجل إنهم يحاولون وبكلّ الوسائل دعمه ليصنعوا منه بطلًا تاريخيًا جديدًا في منطقة الشرق الأوسط، زعيمًا جديدًا إذا ما رحل سيشتاق له أعداؤه من الأصدقاء الذين يقاومهم ويمانعهم. فرغم كلّ محاولات ساسة الحكومات الغربية من عرقلة كل من ما من شأنه أن يعجّل من سقوط نظام الأسد، ورغم الثمن الباهظ الذي دفعه السوريون على مدى عامين، باءت كلّ المحاولات أن تجعل حصان طروادة الثائر في سوريا أن يكبو.

كيف يمكن للغرب الذي يقرع طبول المصطلحات المخاتلة ابتداءً بالديمقراطية، وحقوق الإنسان، والدفاع عن حريات الشعوب في تقرير مصيرها، أن يختار سفاحًا كالأسد كشخصية من أفضل الشخصيات الهامة لهذا العام؟

إنهم في الحقيقة لا يحتفون بشخص الأسد بقدر ما هم يحاولون خلقَ مبرّرٍ جديد لدعمه، من أجل الوقوف في وجه ما يخشون حصوله فعلًا إذا ما نجحت الثورة في سوريا، وسقط حكم الأسد، فالغرب إنما لا يخشى من انهيار نظام الأسد، بقدر ما هو متخوّف من تحول سوريا إلى دولةٍ مدنية حرّة، أو لنقل بعبارةٍ أكثر صراحة أنّ حكام الغرب قلقون جدًا من وقوعها في يدِ الإسلاميين، وهو ما يهدّد مصالحهم في المنطقة، تلك المصالح التي رعتها لهم عائلة الأسد. لذلك نراهم قد تحولوا للعبِ بورقة التطرف الذي يسعى للسيطرة على سوريا، في مقابلِ ورقةٍ أخرى هي صمود الطاغية على مدى عامين في وجه الإرهاب المتطرف الذي يسعى للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.

مقالات متعلقة

قراء

المزيد من قراء