عنب بلدي – العدد 58 – الأحد 31-3-2013
مكسب كبير وتطور نوعي أحرزته الثورة السورية في صراعها ضد الاستبداد تمثل بإعطاء مقعد سوريا في جامعة الدول العربية للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة. المعقد الذي جلس عليه معاذ الخطيب رئيس الائتلاف مسلحًا بمئة ألف شهيد ومئات آلاف المفقودين وعشرات المدن المدمرة ليحاضر أمام القادة العرب بمبادئ الثورة السورية الأصيلة، ومطالبًا إياهم بالإفراج عن المعتقلين، ما هو إلا أحد انتصارات الثورة السورية.
مسؤولية كبيرة نراها تلك التي تحملها الائتلاف باستلامه مقعد الجامعة ومن ثم استلامه السفارة السورية في دولة قطر، وهو ما يدخل الثورة السورية والائتلاف كواجهة سياسية للثورة مرحلة جديدة عنوانها انتزاع الشرعية الدولية من نظام الأسد، فبعد مقعد الجامعة تتوجه الأنظار نحو مقعد الأمم المتحدة. لأول مرة تواجه المعارضة السياسية باستحقاق سياسي بهذا الحجم، فهي قد أصبحت السطلة في مواجه النظام الخارج عن الشرعية، الأمر الذي ما كان ليحدث بالتأكيد لولا قناعة عربية ودولية بقرب انتصار الثورة السورية.
ولكن تبقى الشرعية الدولية منقوصة وغير ذات معنى ما لم تكن مدعومة بقوة تمارس السلطة في الداخل السوري وهو ما نأمل أن يكون عليه السيد غسان هيتو عضو الوفد الممثل لسوريا ورئيس الحكومة المنتخب.
على المعارضة السورية أن تكون على مستوى الموقف الدولي الذي وضعتها فيه دماء السوريين وتضحياتهم، وأن تكف عن المهاترات والمزاودات السياسية التي لوثت عملها خلال الفترة الماضية. ضبط الثورة على الإيقاع الوطني الداخلي وضبط الأجندات الخارجية وفرض الأمن والملف الاقتصادي والطبي كلها أولويات يجب أن تكون في برنامج حكومة هيتو المزمع تشكيلها في الداخل السوري. العقبات كبيرة، ولكن الأمل أكبر والسوريين عقدوا النية أن لا يعودوا إلى بيوتهم حتي ينالوا حريتهم وهم قد أعطوا ثقتهم للائتلاف ولرئيسه الذي أشفى صدور الناس بكلامه، فنرجو أن لا تضيع المعارضة هذه المرة آمالهم وآلامهم.