قام عدد من المثقفين المعارضين المنتمين إلى الطائفة «العلوية» بعقد مؤتمر في مدينة القاهرة تحت شعار «كلنا سوريون»، في تطور يعتبر الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية قبل عامين.
فقد اجتمع أكثر من 150 معارضًا سوريًا السبت (23 آذار ) معظمهم من الطائفة العلوية في القاهرة على مدى يومين. وأكد المجتمعون في المؤتمر على تبرؤ الطائفة العلوية من النظام السوري، واعتبروا أنه لم يكن يومًا في خدمة العلويين، كما جاء على لسان الناشط السياسي ورئيس المؤتمر توفيق دنيا.
وأشار رياض خليل أحد القادة العلويين في المؤتمر أن العلويين يعانون كما يعاني باقي السوريين من هذا النظام، وإعلان القاهرة هو رسالة تؤكد هذا المعنى.وتضمن البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأه توفيق دنيا: «إن النظام السوري لا هوية له أبدًا إلا هوية الاستبداد والنهب والتدمير. وأما الدمج بين النظام الحالي والطائفة العلوية فهو خطأ سياسي وأخلاقي قاتل»، مطالبًا بـ «الشجاعة التاريخية» التي تقتضي منا اليوم القول لأهلنا وأقربائنا أن مستقبلهم وأمنهم يقوم بالوقوف مع الشعب السوري في ثورته، وإننا نرفض رفضًا قاطعًا محاولة النظام اختطاف الطائفة ووضعها بمواجهة إخوانها من باقي مكونات الشعب السوري.
وقال الإعلان: «إن المطلوب ليس إسقاط النظام فحسب بل وتفكيك بنيته الشمولية التي أقامها وبناء دولة النظام والقانون»، وتابع «إن الجرائم التي ارتكبها النظام السوري وصمة عار ليست في جبينه فقط بل في جبين الإنسانية وتاريخها، وتحتم علينا كبشر أولًا وكسوريين ثانيًا ألا نرضى بأقل من محاكمة تاريخية لجرائمهم التي هي من أفظع الجرائم التي عرفتها البشرية».
وختم الإعلان: «إن النظام السوري يكذب حين يقول إنه بجانب الأقليات وخاصة الطائفة العلوية وهي كذبة يريد منها تخويف السوريين من التشدد الإسلامي المحتمل على حد زعم النظام، وكذلك يريد إعطاء صورة خاطئة للعالم بأنه يحارب جماعات تكفيرية وإنه الضامن للحرب على الإرهاب»، ودعا المؤتمرون في نهاية البيان إلى «امتناع المواطنين السوريين عن أداء الخدمة العسكرية بالجيش النظامي السوري الذي يقتل مواطنيه».
ولا شك أن هذا المؤتمر قد يكون ضعيف التأثير في «الشارع العلوي» لكنّه غير معدوم. كما سيكون له انعكاس على صورة النظام التي حرص على إظهارها بشكل فاقع، وهي أنه نظام علوي، وهي الصورة التي لا تزال راسخة بأذهان الملايين من السوريين معارضين وثوارًا وموالين، وعلى المستوى الدولي سيكون للمؤتمر معنى ولو رمزي في توضيح أن النظام لا يمثل العلويين ولا الأقليات.