نفت منظمة “بردى للأعمال الإنسانية” أن تكون علب الحليب التي استوردتها من شركة “Humana” الألمانية “منتهية الصلاحية”، منتقدةً إحراق علب الشحن المستوردة من سلطات معبر “باب الهوى”، الحدودي مع تركيا.
ونشرت المنظمة، عبر صفحتها في “فيس بوك”، تقريرًا مترجمًا عن الموقع الرسمي لـ “المكتب الفيدرالي لحماية المستهلك والأمن الغذائي الألماني”، يشير إلى أن الشركة المُنتجة هي المسؤولة عن تمديد صلاحية مُنتجها.
مدة الصلاحية ليست نهائية
وأوضح التقرير أن مدة الصلاحية المكتوبة على أي مُنتج لا تشير إلى “مدة الصلاحية النهائية بالعرف العالمي”، وإنما قد يبقى المنتج بعدها صالحًا للاستهلاك بعد أن تُجري الشركة المُنتجة عدة فحوصات مخبرية عليه، تُحدد بعدها إن كان قابلية لتمديد مدة الصلاحية.
وقال مروان خوري، مدير منظمة بردى، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “شركة Humana من الشركات الألمانية الكبيرة والعريقة بتصنيع حليب الأطفال، وهي تمتلك مختبرات عالية الجودة لتحديد إمكانية تمديد مدة صلاحية مُنتجها”.
المعبر: الشحنة مزورة بإشراف إيراني
وكانت إدارة معبر “باب الهوى”، اعتبرت، في بيانٍ رسميٍ صدر أمس، 9 أيار، أن “تاريخ انتهاء الصلاحية هو التاريخ القديم الموجود أسفل العلبة، وأن ورقة تمديد الصلاحية التي لُصقت فوق التاريخ القديم هي محاولة للتزوير مكتوبة بالعربية”.
وشكّلت الإدارة لجنة تحقيق من طبيب وصيدلي وممثل عن مخبر الحجز الصحي والرقابة الغذائية في المعبر، وممثل عن الشؤون القانونية في هيئة الرقابة الدوائية فيه، للتحقق من الموضوع.
واستند المعبر إلى أن إدارته لم تستلم أي وثيقة تشير إلى أن الشركة حصلت على موافقة وزارة الصحة الألمانية على التمديد، وإنما جرى التمديد بإشراف مختبرات الشركة فقط، الأمر الذي نفاه خوري، مؤكدًا أن “وثيقة الشركة حاصلة على ترخيص هيئة الصحة الألمانية”.
وافترض المعبر أيضًا أن تصنيع الحليب تم في الشركة الألمانية بإشراف وزارة التجارة والصناعة الإيرانية، مشيرًا إلى الكتابة الفارسية على العلبة، ومستنكرًا تصنيعه عام 2014، وعدم إرساله إلى إيران.
لكن خوري ردّ “لا صحة عن كون الدولة الإيرانية أشرفت على التصنيع، فالشركة ألمانية بحتة بامتياز، وكل مافي الأمر أن البضاعة صُنعت لترسل لإيران، وفاضت كمية منها”.
وأضاف خوري “شركة كهذه تُصنع كميات كبيرة قد تصل للملايين، وترسلها لبلدان مختلفة، وعادة ما تكتب على العلبة بلغة البلد المرسل إليه.. ومن الممكن أن تزيد أحيانًا أعدادًا معينةً لا تُصدر، فتعيد الشركة تقييم صلاحيتها وتبيعها بسعر أرخص”.
“المنظمات الخيرية تشتري منتجات ممدة”
واعتادت المنظمات الخيرية أن تشتري من المنتجات الممدد تاريخ صلاحيتها لأن سعر العلبة يتراجع بفارق كبير، بحسب خوري، مؤكدًا أن هذه العلب تصلح للاستهلاك البشري ومن الممكن أن تباع حتى في ألمانيا ذاتها.
لم يُتح معبر “باب الهوى” للمنظمة الفرصة لإثبات صلاح الشحنة، بحسب خوري، الذي أضاف “طالبناهم بإمهالنا الوقت لإرفاقهم بالأوراق الإضافية التي تُثبت صلاح الشحنة لكنهم لم يستمعوا إلينا”.
هل تتضرر بقية المنظمات؟
وأضاف “طالبناهم أيضًا بإرسال عينة إلى مخبر تركي موثوق، وإن ثبُت فساد الشحنة سنكون نحن المستفيدين، إذ سنرفع دعوىً على الشركة المصنعة، وستعوضنا بعلب أخرى يستفيد منها أطفال سوريا.. لكن لم يعترف المعبر إلا بشهادة لجنته”.
أحرق المعبر شحنة الحليب كاملةً والتي بلغ عددها 35 ألف علبة، ما قيمته 35 ألف يورو، بسحب تقدير خوري، خسرتها المنظمة من أموال التبرعات، وخسرها أطفال سوريا، على حد تعبيره.
الخسارة لم تكن لمنظمة بردى وحدها، إذ قال مديرها “وردنا اليوم من منظمة أخرى في ألمانيا أن شركة Humana توقفت عن إرسال الحليب، بعدما أحرقت منتجاتها”، مشيرًا إلى “ضرر كبير” لحق بالمنظمات السورية في ألمانيا.