نشرت منظمة “اليونيسيف” تقريرًا مصورًا عن فتاة من حلب هربت من سوريا، وصورت أزمة اللجوء السورية على أنها بسبب تنظيم “الدولة الإسلامية”، متجاهلة الحملات “العنيفة” التي يشنها النظام السوري في المناطق الخارجة عن سيطرته وخصوصًا حلب، ما أثار حفيظة ناشطين سوريين.
وبدأ التقرير، الذي نشر اليوم، الثلاثاء 10 أيار، بصوت طفلة تتحدث الإنكليزية، هي كوثر ذات الـ 11 عامًا من حلب، وقالت “عندما تفكر في الوطن هل تتخيل العصافير والأشجار؟، نحن نتخيل الآن طرقًا على الباب، الذي عندما تفتحه ترى رجلًا غاضبًا يطالب أخوتك بالانضمام إلى داعش أو يقتل الجميع”.
وتكمل كوثر حديثها “يختطف الرجل أخوتك ويرسل أصابعهم في صناديق، وهنا تهرب بهدوء عن الوطن وتبتعد عن أي شيء يتعلق به”.
المنظمة العالمية التي توثق في تقارير دورية، الانتهاكات التي تخص حقوق الطفل في سوريا، تجاهلت اللاجئين الذين فروا منها إثر القصف والقتل الذي يمارسه النظام السوري منذ أكثر من خمس سنوات ضد شعبه.
واختزلت “اليونيسيف” كامل حلب بمناطق سيطرة التنظيم الذي يتركز في الشمال بالقرب من مدينة مارع، وحتى الشرق والجنوب الشرقي، ويحكم قبضته على مدن عدة أبرزها: الباب، منبج، جرابلس، إلى جانب بلدات: مسكنة، الراعي، دير حافر، ودابق.
بينما تجاهلت مناطق سيطرة المعارضة السورية داخل مدينة حلب، والتي أمطرتها مدينة حلب خلال الأيام القليلة الماضية بعشرات الغارات الجوية، وراح ضحيتها قرابة 150 مدنيًا وعشرات الجرحى، بحسب منظمات حقوقية كالشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ولاقى التسجيل المصور استهجان ناشطين سوريين، ووجهوا اللوم إلى المنظمة التي “من المفترض أن تكون واقعية في طرح تقاريرها”، وأن تسلط الضوء على المشكلة الأكبر، وهي النظام السوري الذي يتهمه الناشطون بصنع تنظيم “الدولة الإسلامية” والسماح له بالتمدد في سوريا، على حد وصفهم.
وجاء اللوم باعتبار أن المنظمة هيئة عالمية ذات مصداقية، ويمكن أن تؤثر في الرأي العام العالمي ودوائر صنع القرار، خصوصًا مع تردّد الإدارة الأمريكية في الإطاحة بنظام الأسد.