عنب بلدي – العدد 58 – الأحد 31-3-2013
ضاعفت كلمة معاذ الخطيب الأخيرة في جامعة الدول العربية من شعبيته التي فاقت كل التوقعات، شعبية الخطيب التي انتعشت أيضًا نتيجة إعلانه الاستقالة من رئاسة الائتلاف جعلته المعارض الأكثر تمثيلًا للداخل السوري منذ بدء الثورة السورية.
من عاشر الخطيب يقول أنه حسن المعشر والحديث ويؤمن بالتجديد والعيش المشترك، ولكنه يعاني أحيانًا من الانفعال والعاطفية والانفرادية وهو ما ظهر في قرار استقالته الأخير.
يشكل الخطيب مكسبًا وطنيًا مهمًا، من الصعب إلى حد الاستحالة أن تجد وبعد هذه الدماء والدمار والشحن الطائفي من يتحدث بهذا المقدار من التسامح والتصالح، ولديه هذا المقدار من المحبين والمناصرين. ليس أصعب منه إلا أن تجد من القادة السياسيين من هو مستعد أن يكاشف الشارع الثائر بأخطائه دون خوف أو وجل من ابتزاز ثوري من سياسيين آخرين.
فالكلام الذي قاله الخطيب لو قاله غيره لقامت الدنيا وما قعدت، ولكن الخطيب بما لديه من صدق ونقاء وقرب من اهتمام الناس ومعاناتهم جعل الجماهير تبادله المشاعر ذاتها.
الثورة تحتاج لقائد يقودها ويوجهها ويضبطها على الإيقاع الوطني السوري الثوري، ويواجه بها الأجندات الخارجية التي بدأت تتخذ من الأرض السورية ميدانًا للصراع بعيدًا عن المصلحة الوطنية.
على الخطيب والائتلاف والقوى الثورية أن لا تفوت هذه الفرصة النادرة التي عز مثيلها في ثورتنا إلى الآن، وكلنا أمل أن لا يضيع السياسيون هذه الفرصة بحزبيتهم الضيقة ومصالحهم الفئوية.
كل هذا لا يعني نقد أخطاء الخطيب ومحاولة تصحيحها، ولكن النقد بهدف التصحيح وليس النقد بهدف البناء وهو السلوك السياسي الذي ميز عمل كثير من المعارضين السوريين للأسف.
ليس غريبًا أن يشبه أحدهم ما يمكن أن يفعله الخطيب في سوريا بما فعله مصطفى عبد الجليل في ليبيا، و هو ما نرجو الله أن يعين الخطيب ويساعده عليه.