الجزيرة… أكبر الدول العربية

  • 2013/04/01
  • 8:56 ص

عنب بلدي – العدد 58 – الأحد 31-3-2013

معتز سلام
قطر والجزيرة؛ اسمين لم نعد نستطيع الفصل بينهما، فلا قطر موجودة (بهذه الفاعلية وهذا الدور) لولا الجزيرة، ومشروع الجزيرة العملاق لاوجود له لولا قطر.
هذه الدولة ذات المساحة الصغيرة والعدد السكاني القليل، مقارنة مع دول عربية كبيرة، استطاعت وخلال 17 سنة تقريبًا منذ انطلاقتها في سنة 1996م، أن تتحول لأكثر دولة فاعلة في الوطن العربي وفي القضايا الإقليمية، من خلال مشروعها العملاق والاستراتيجي المعروف «الجزيرة»، وثانيًا من خلال مشاريعها العملاقة في الطاقة.


هذا المشروع ليس قناة تلفزيونية وحسب، بل هو شبكة إعلامية عملاقة، تحوي الجزيرة (العربية-الإنكليزية والفرنسية) والجزيرة نت، والجزيرة البلقان، وشبكات الجزيرة الرياضية، ومركز الجزيرة للأبحاث، والجزيرة مباشر ومباشر مصر والوثائقية وغيرها من النشاطات والأحداث التي تُفاجئ قطر بها دول العالم.
اعتمدت قطر في مشروعها هذا على أكثر أدوات العصر تقدمًا، فكانت الديمقراطية وحقوق الإنسان والرأي الآخر هي من ثوابت المشروع الفكرية. وتم الترويج لها بشكل ملفت للنظر، حتى أصبح شعار الرأي والرأي الآخر يُكتب تحت شعار الجزيرة نفسه. وكانت الجزيرة ومن ورائها قطر من الدول الأولى والمهمة التي دعمت ثورات الربيع العربي نحو الديمقراطية وحكم الشعب نفسه بنفسه، وتكبدت في سبيل ذلك الكثير من المخاطر المادية والسياسية. فقد كان انتصار الثورة التونسية والمصرية والليبية هو انتصار لمشروع الجزيرة نفسه. وكلنا يرى قطر في مقدمة الدول المطالبة بتدخل عربي ودولي فاعل في الأزمة السورية، وهي من أهم الداعمين حقيقة، إضافة إلى مبادراتها السياسية والتزامها بما تتعهد به تجاه الشعب الفلسطيني والمصري (على سبيل المثال). ولاننسى جهدها الأخير و(الكبير) الذي كان نتيجته تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للإئتلاف السوري المعارض، وكانت علامات الرضى والسعادة واضحة على ملامح الوفد القطري برئاسة الشيخ حمد بن خليفة. وتلى ذلك مباشرة افتتاح السفارة السورية هناك.
وعلى الصعيد الداخلي، فإن قطر من الدول الأولى عالميًا في التصنيفات التي تخص مستوى دخل الفرد ومحاربة الفساد. فمشروعها الحضاري تنفذه داخليًا وخارجيًا. ولكن مالايحب الكثيرون أن يسمعوه، هو أن دولة صغيرة المساحة وقليلة عدد السكان، ولكن غنيّة الموارد، أرادت أن يكون لها موقعها الكبير في الساحة الدولية، من خلال استخدامها لأكثر وسائل العصر تقدمًا. وهاهي تسعى في سبيل ذلك، وتسطّر في كل يوم «أفضل وأجمل» الصور الممكنة.
البعض قد يخوِّن الجزيرة، والبعض قد يصفها بالمؤامرة، وآخرون تعجبهم لدرجة كبيرة، ولكن لايستطيع أحد أن يتجاهلها، فهذا هو قدر مشاريع التغيير في كل عصر. والأهم من ذلك والذي أصبح واضحًا، أن الجزيرة ومن ورائها دولة قطر، قد أصبحت أهم وأكبر دولة عربية وفاعل إقليمي في المنطقة.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي