أحمد الشامي
شهر آذار الجاري كان نذير شؤم على الرئيس الوريث. أول الغيث كان خطاب السيد «عبد الله أوجلان» التاريخي والذي يضع حدًا لكفاح اﻷكراد المسلح في وجه الدولة التركية. لا أحد يستطيع المزاودة على تضحيات وتاريخ الرجل الكردي العظيم ومصداقيته، سواء اتفقنا معه أو اختلفنا. هذا لا يعني نهاية فورية لكل اﻷعمال المسلحة في جنوب تركيا، لكن الشوكة الكردية التي استغلها اﻷسد وإيران لابتزاز «أردوغان» هي في طريقها للتلاشي. حلم الشهيد «مشعل التمو» يتحول إلى حقيقة.
«أردوغان» نجح حيث فشل جنرالات «تركيا» وكل أسلحة جيشهم العرمرم. اتفاق زعيمين بوزن «أردوغان» و «أوجلان» في سبيل خير شعبيهما وازدهار تركيا لكل مواطنيها هو نقيض سياسة اﻷسد الطائفية السائرة بعكس التاريخ.
للأخوة اﻷكراد مطالب سياسية وثقافية وإنسانية محقة في تركيا وسوريا وللثورة السورية أن تفرح حين يحصل اﻷكراد على حقوقهم المستباحة، فالثورة من أجل سوريا حرة هي ثورة كل السوريين من عرب وكرد وغيرهم. حين يعتبر «أوجلان» أن مستقبل اﻷكراد هو في دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع وتتبارى فيها اﻷطراف واﻷحزاب سياسيًا في انتخابات نزيهة فإنه يشير إلى طريق الازدهار ليس للأكراد وحدهم بل لكل شعوب منطقتنا حيث تتداخل القوميات واﻷديان.
استقالة الرئيس «ميقاتي» أيضًا لا تسر بشار، فالرجل حليف مخلص لعصابة اﻷسد وذهابه سوف يرفع الغطاء عن الوجه الطائفي والبشع لحزب «نصر الله» ويفضح نفاق سياسة «النأي بالنفس» عن معاناة السوريين.
أما أكثر اﻷخبار سوءًا لبشار فهي اعتذار «نتنياهو» للشعب التركي عن مجزرة «نافي مرمرة» التي استشهد فيها تسعة أتراك وماتلى هذا الاعتذار من تخفيف للحصار على الفلسطينيين وغزة. السيد «أوباما» ألقى بكل ثقله من أجل الحصول على هذا الاعتذار الذي انتظره اﻷتراك منذ ثلاثة أعوام والذي يفتح الباب أمام تفاهم تركي إسرائيلي قد يكون كارثيًا بالنسبة لنظام الشبيحة في دمشق.
الصفعة اﻷخيرة أتت من الجامعة العربية التي خرجت من غيبوبتها ليومين وأعطت مقعد سوريا الفارغ للائتلاف الوطني..
اﻷخبار السارة لبشار تأتيه الآن من خلافات المعارضة السورية وأدائها المزري.