الشيخ نبيل الأحمر من مواليد داريا 1970، وهو من أسرة معروفة بالتزامها الديني والخلقي.
حصل على شهادة البكالوريا في ثانوية داريا والتفت لتحصيل العلم الشرعي حيث تابع دراسته في معهد الفتح لست سنوات ثم تخرج عام 1997. أكمل تخصصه في قسم تابع لجامع الأزهر الشريف، وعين بعدها إمامًا لمسجد طه ومن ثم عين خطيبًا وإمامًا في مسجد أنس بن مالك عام 2000م. كان حريصًا على إيصال فكرة الإسلام الحقيقي البعيد عن الترهات والبدع وكان دائم النصح لتحسين أخلاق المجتمع وعاداته. كان ديدنه قول كلمة الحق وعدم السكوت على الخطأ والسعي إلى إصلاحه وتغييره بطريقة محببة للجميع حيث امتاز بحيائه وشدة أدبه. أسلوبه في الحديث شيق لا يمله السامع حتى ولو طال به الوقت.
كان الشيخ نبيل يرعى ويدعم النشاطات التي تزيد من المستوى الثقافي والديني عن الشباب فكان يقيم حلق تحفيظ القرآن ويدعم المتفوقين بالجوائز ويحفزهم على بذل المزيد، لا يتردد بالمشاركة في أي نشاط جديد ولو كان على حساب راحته ووقت عمله، فهو استقبل الدورة التدريبية لإعداد الخطباء والأئمة في مسجده ذات البرنامج الشاق سعيًا منه لتكوين جيل على أسس متينة وسليمة يكون جاهزًا لتحرير الأقصى. بالإضافة إلى ذلك كان بارعًا في اللغة العربية. عرف بتواضعه وورعه وأمانته وبسعيه للخير وابتسامته التي لا تفارق محياه، دعاءه في حله وترحاله «اللهم أمتنا في سبيلك مجاهدين أوفي صلاتنا ساجدين واحشرنا تحت لواء سيد المرسلين في الفردوس الأعلى يا رب العالمين».
في بداية الثورة كان من المشايخ القلائل الداعمين للانتفاضة ضد الظلم والقتل وسعيًا للمجتمع الأفضل ما سبب عزله عن الخطابة مع الأشهر الأولى للثورة. كان دائم النصح للشباب بتحقيق العدل بين الناس وعدم اللجوء إلى الانتقام وكان يرى الأمل في هذا الجيل.
كان جامع أنس منارة المظاهرات المناوئة للنظام حيث كانت تخرج منه المظاهرات يوميًا وبعد أن أدرك النظام أهمية هذا المسجد فرض حصارًا أمنيًا شديدًا عليه منعًا لخروج المظاهرات، ويذكر أنه قال في خطبة الجمعة العظيمة «شعرت وأنا قادم إلى المسجد وكأني في غزة والاحتلال الإسرائيلي يحاصر البلدة» !!
تمت ملاحقة الشيخ طويلًا للقبض عليه وإسكات صوت الحق الذي يخيفهم واعتقل بعد توارٍ عن الأنظار دام ستة أشهر من خلال كمين نصب له اعتقل فيه مع أخويه ماجد وعبد اللطيف. كان ذلك في 24 كانون الثاني 2012 ولا يزال إلى الآن يقبع في غياهب السجون بالرغم من مراسيم العفو المزعومة والمبادرة الأممية.
شوهد الشيخ نبيل آخر مرة في مطار المزة العسكري ونحمل السلطات الأمنية مسؤولية سلامته وسلامة جميع المعتقلين