عنب بلدي – العدد 58 – الأحد 31-3-2013
ذكرت صحيفة «الفايننشال تايمز» أن الصراع الدائر في سوريا حصد حياة أكثر من 60 ألف شخص، مما ساهم في مناخ من عدم الاستقرار، وتدمير الاقتصاد، والذي تشير تقارير اقتصادية إلى أنه انكمش بمقدار الخمس في العام الماضي، مما دفع رجال الأعمال السوريين إلى البحث عن أماكن جديدة للاستثمار في الدول المجاورة لسوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن معظم المشاريع السورية هي صغيرة ومتوسطة الحجم، وتقتصر على مجالات مثل النسيج والتصنيع الغذائي، وتقدر بعدة مليارات من الدولارات.
هروب رؤوس الأموال السوري نحو الخارج بدأ منذ الأشهر الأولى لهنطلاق الثورة، إلا أن المراقبين للوضع الاقتصادي السوري لاحظوا زيادة نسبة المشاريع المهاجرة في الأشهر الأخيرة مع اجتياح العنف للمراكز التجارية في دمشق وحلب. وذكرت مروة الايتوني عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها «إن 70% من رجال الأعمال السوريين أصبحوا خارج البلاد وهذا شيء مرعب «. فعلى سبيل المثال فقد سجلت مؤسسة تشجيع الاستثمار الأردنية وحدها أكثر من 100 مليون دينار أي ما يعادل 140 مليون دولار من الاستثمارات السورية في الشهرين الأخيرين من عام 2012. ويقول جهاد يازجي رئيس تحرير موقع سيريا ريبورت الاقتصادي أن «الاستثمارات السورية غزت المنطقة برمتها».
وأما مصر التي تراجعت فيها الاستثمارات الأجنبية بنسبة 80% منذ قيام الثورة المصرية، فقد كانت الملاذ الآمن لرجال الأعمال السوريين. فقد صرح الباحث الاقتصادي سمير سعيفان أن هناك أكثر من 100 رجل أعمال سوري يعيشون ويستثمرون أموالهم في القاهرة حاليًا. ويبلغ عدد المصانع التي انتقلت إلى مصر 70 مصنعًا وهناك 300 شركة قيد الإنشاء. وأوضح نائب رئيس لجنة الاستثمار بجمعية الأعمال والاستثمار الدولي في مصر عبد المنعم السيد أن حجم الاستثمارات السورية المزمع ضخها في مصر تجاوزت 2 مليار دولار، وتوفر ما يقرب نصف مليون فرصة عمل نظرًا لأنها تتركز في قطاع النسيج كثيف العمالة. وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة الخارجية المصرية الشهر الماضي أنها أنشأت وحدة مختصة للتعامل مع رجال الأعمال السوريين، وقالت: إنها تسعى لخلق «منطقة صناعية سورية».