معتقلو حماة نحو إنهاء “الاستعصاء” بعد تنازلات النظام
أنهى معتقلو سجن حماة المركزي فعليًا تمردهم الذي أعلنوه في الثاني من أيار الجاري، وسيطروا خلاله على معظم مرافق السجن المركزي على أطراف المدينة، واحتجزوا فيه عددًا من عناصر النظام، الأمر الذي قوبل بقطع الماء والكهرباء واللوازم المعيشية، إلى جانب اقتحامات متكررة لم تنجح.
الساعة العاشرة والنصف من مساء أمس، الأحد 8 أيار، أعاد النظام الكهرباء والماء إلى السجن المركزي، وسحب معظم العناصر والقوى الأمنية من محيطه، مبقيًا عددًا من عناصر الأمن على بابه الرئيسي، وفق إفادات حصلت عليها عنب بلدي من المعتقلين، إلى جانب صور توضح ذلك.
أفضى الضغط الإعلامي غير المعتاد، وتهديد فصائل المعارضة باستهداف مواقع قوات الأسد في ريف حماة، إلى قبول النظام السوري بشروط السجناء بالإفراج عن معظمهم، وفق رأي “أبو راشد”، المعتقل بجرم “الإرهاب”، لكنه أبدى خشيته من “نكوث النظام بعهوده”.
مكاسب جديدة حصل عليها المعتقلون، فأفرج النظام مساء أمس عن 25 معتقلًا جديدًا، حصلت عنب بلدي على نسخة من أسمائهم، إلى جانب ضمانات شفوية من ثلاثة وزراء دخلوا في مباحثات استمرت نحو ثلاث ساعات من المعتقلين، وهم وزير الداخلية محمد الشعار، ووزير العدل نجم الأحمد، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر، إلى جانب عضو مجلس الشعب نواف الملحم، كممثل عن بشار الأسد.
عقب الاجتماع بين ممثلي النظام وبحضور رؤساء الأفرع الأمنية من جهة، وممثلي معتقلي السجن المركزي برئاسة المهندس مصطفى شعيرة، تم التوافق على ما يلي: إنهاء “الاستعصاء” من قبل المعتقلين، وإعادة الكهرباء والمياه والطعام والدواء وكافة مقومات الحياة إلى السجن.
كذلك يطلق سراح كافة المعتقلين، سواء الموجودون لصالح المحكمة الميدانية في سجن صيدنايا أو المعتقلون الموجودون لصالح محكمة الإرهاب، وبما فيهم الذين صدرت أحكام بحقهم، على أن يطلق سراحهم على دفعات يومية دون مدة زمنية محددة، أو تحديد عدد المطلق سراحهم في كل دفعة.
أيضًا نص الاتفاق على عدم طلب أي معتقل إلى أي فرع أمني أو نقل إلى سجن آخر داخل وخارج حماة، وعدم إجراء أي تأمين أو دخول الشرطة إلى جناح الشغب قبل يوم السبت المقبل، وعدم مصادرة أجهزة الموبايل الموجودة لدى المعتقلين.
وحتى لحظة إعداد التقرير، لم يدخل الطعام والدواء إلى معتقلي السجن المركزي، كذلك فإن حافلات الأمن مازالت على بابه، بالتزامن مع زيارة سيجريها وزير العدل صباحًا قبيل عودته إلى دمشق، لإنهاء الاستعصاء فعليًا.
يقول أبو راشد “نعلم أن النظام كاذب، لكننا فعلنا ما بوسعنا لنيل حريتنا، حتى لو اقتص النظام من بعضنا في الأيام المقبلة”.
–
اقرأ أيضًا: انتفاضة داخل سجن حماة.. والمطلب الرئيسي: الحرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :