دعا زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في تسجيل منسوب له، نشر اليوم الأحد 8 أيار، إلى “الدفاع عن الجهاد في سوريا”.
واعتبر الظواهري، في التسجيل الذي حمل عنوان “انفروا للشام” أن واجب المسلمين الحقيقي هو “التحريض على وحدة المجاهدين في الشام، حتى يتحرر من النظام النصيري العلماني وأعوانه الروافض الصفويين وحلفائه الروس والغربيين الصليبين، وحتى يقوم فيه كيان إسلامي مجاهد راشد”.
واتهم السعودية بأنها تتعاون مع “أكابر المجرمين في الدنيا، أمريكا وبريطانيا”، لـ “ضرب الجهاد في سوريا، عن طريق الانتقال من مؤامرة إلى مؤامرة، كمؤتمر جنيف والرياض وفرض الهدنة”.
الظواهري وصف السعودية بأنها “ربيبة بريطانيا وأمريكا”، وأنها تسعى “لإقامة نظام يتمسح بالإسلام في الشام، ولكنه يقدم إسلامًا مزيفًا، يتوافق مع العلمانية والدولة الوطنية والنعرة القومية ونظام أكابر المجرمين الدوليين”.
واعتبر أن “القاعدة لم تقبل بيعة إلا بالرضا، ولم تُكره أحدًا عليها، ولم تهدد بفلق الرأس ولا حز العنق، ولم تكفر من يقاتلها، كما يهذي الخوارج الجدد”، في إشارة إلى “تنظيم الدولة”، الذي وصف زعيمه، أبو بكر البغدادي، بأنه “خليفة مفاجآت”، دون أن يسميه.
ويستمر الخلاف بين تنظيم “الدولة الإسلامية”، المتمدّد في العراق وسوريا ودول الشرق الأوسط، من جهة، وبين تنظيم القاعدة صاحب النفوذ “الجهادي” في سوريا بفرعه جبهة النصرة، وتشهد الساحة “حربًا فكريةً” جعلتهما قطبين يسعى كلّ منهما إلى قيادة “الجهاد العالمي”.
وعن ارتباط “جبهة النصرة” المقاتلة في سوريا بالقاعدة، قال الظواهري إن “الكثيرين تحدثوا وخاضوا في مسألة ارتباط الجبهة بجماعة قاعدة الجهاد”، مشيرًا إلى أن انتماء جبهة النصرة تنظيميًا للقاعدة “لن يكون عائقًا” في وجه ما وصفها بـ “الآمال العظيمة للأمة التي تتمناها وهي إقامة الخلافة”.
وحذّر النصرة من فكّ ارتباطها بالقاعدة، بقوله “هل سيرضى أكابر المجرمين عن جبهة النصرة لو فارقت القاعدة، أم سيلزمونها بالجلوسِ على المائدة مع القتلة المجرمين، ثم يلزمونها بالإذعان لاتفاقات الذل والمهانة، ثم بالرضوخ لحكومات الفساد والتبعية، ثم بالدخول في لعبة الديمقراطية العفنة، ثم بعد ذلك يلقون بهم في السجن كما فعلوا بالجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، وبالإخوان المسلمين في مصر”.
ويعود ظهور جبهة النصرة إلى أواخر العام 2012 بعد تنفيذها عدة عمليات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية، وأدرجتها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، لكن عددًا من فصائل المعارضة تعمل بالتنسيق مع النصرة على أكثر من جبهة، رغم الخلافات والمواجهات التي دارت بين الجانبين وأدت إلى حلّ بعض فصائل “الحر”.
ويطالب ناشطون ومعارضون سوريون الجبهة بفك ارتباطها بالقاعدة، لاعتقادهم أن الارتباط بالتنظيم العالمي يورّط فصائل الثورة السورية بالتعاون مع شقّ القاعدة ويمنع عنها السلاح والدعم الدولي.
–