د. أكرم خولاني
أدت الحرب في سوريا إلى تهجير الأهالي من منازلهم وإقامتهم في بعض البيوت المهجورة أو المخيمات، ومع طول المدة وغياب خدمات التنظيف والتخلص من الفضلات والمخلفات بشكل صحي ازداد وجود القوارض (الجرذان والفئران) بشكل ملفت في هذه التجمعات السكانية، من المعروف أن هذه القوارض تحتضن العديد من الأمراض وتنقل بعضها إلى الإنسان، ولعل إحدى أشيع طرق الانتقال هي العض، فقد يتعرض للعض أي شخص يوجد في منزله أو مكان عمله فئران أو جرذان.
ما الأمراض الناجمة عن عضات القوارض
قد يحدث عند 10% من المتعرضين لعضات الجرذان أو الفئران أحد المرضين التاليين بحسب الجراثيم المنقولة مع لعاب الحيوان: حمى عضة الجرذ، وتحدث بسبب جرثومة عصوية تسمى ستريبتوباسيلاس مونيليفورمس، أو داء سودوكو ويحدث بسبب جرثومة حلزونية تسمى سبيريلام مينوس.
كيف تحدث الإصابة
تدخل الجراثيم في جرح العضة مع لعاب القارض حيث تحدث وذمة والتهاب، ثم تنطلق عبر الطرق اللمفاوية والتيار الدموي لتصل إلى الأعضاء الداخلية كالكلى والكبد والسحايا، ولكن قد تنتقل أيضًا عبر الطعام الملوث ببول أو مفرزات القارض فتسبب العدوى (كما حدث عام 1983 في إحدى مدارس بريطانيا نتيجة تناول الطلاب حليبًا ملوثًا أدى لانتشار المرض بشكل وباء).
ما أعراض الإصابة
في داء حمى عضة الجرذ تظهر الأعراض بعد فترة حضانة أقل من عشرة أيام، وتبدأ بارتفاع حرارة وقشعريرة ورجفان وهياج وآلام في العضلات والمفاصل وأسفل الظهر، ثم بعد ثلاثة أيام يظهر طفح جلدي على اليدين والقدمين، وخلال أسبوع يبدأ حدوث آلام في المفاصل الكبيرة، وقد تحدث خراجات في الكبد أو الدماغ أو غيرها من أجهزة الجسم وقد يحدث التهاب في صمامات القلب.
أما في داء سودوكو فتكون فترة الحضانة بين أسبوع وشهر، وترتفع الحرارة بشكل شديد ثم لا تلبث أن تتحسن بعد ثلاثة أيام ويستمر ذلك 5-10 أيام ثم تعاود الارتفاع من جديد بهجمات مشابهة، كما تحدث آلام عضلية ومفصلية، وضخامة عقد لمفاوية في ناحية العضة، وقد يظهر طفح جلدي أرجواني إلا أنه بنسبة أقل منه في داء حمى عضة الجرذ.
كيف يشخص المرض
يتم اعتمادًا على القصة المرضية والأعراض السريرية ومعطيات انتشار العدوى، ويمكن تأكيد التشخيص بفحص عينة من دم المصاب وإجراء الزرع الجرثومي لاكتشاف الجرثوم المسبب، ويعتبر هذا الإجراء ضروريًا في حالات عدم التأكد من التشخيص إذ إن هذا المرض قد يشتبه بالتهاب السحايا وبعض الالتهابات الفيروسية.
كيف يتم العلاج
هناك ثلاث نقاط تعتبر مهمة في موضوع العلاج، سرعة التشخيص أولًا، وسرعة البدء بالعلاج قبل حدوث المضاعفات ثانيًا، واختيار المضاد الحيوي المناسب ثالثًا.
ويعتبر البنسلين هو الدواء الأفضل ولمدة سبعة أيام، وفي حال الحساسية على البنسلين يمكن إعطاء سيبروفلوكساسين للكبار أو اريثرومايسين للأطفال.
كما تعطى المعالجة العرضية كالمسكنات وخافضات الحرارة حسب الحاجة.