حبة البركة، هي نبات عشبي ينتمي إلى عائلة اليانسون، واسمه العلمي Nigeria Sativa، ولحبة البركة تسميات شعبية متعددة تختلف من بلد لآخر، وأشهر هذه التسميات “الحبة السوداء”، أو “الكمون الأسود”.
الموطن الأصلي لهذا النبات هو شرق آسيا، حيث تكثر زراعته في سوريا والعراق وإيران والهند وباكستان ومنطقة حوض المتوسط كمصر والمغرب العربي، وفي شبه الجزيرة العربية والحبشة.
وهو عشبة حولية، بارتفاع 30 – 50 سم، لها ساق منتصبة كثيرة التفرع، وأوراق دقيقة خيطية الشكل، وأزهار بيضاء مزرقة إلى رمادية، وثمار تحتوي على كبسولات بداخلها بذور بيضاء ثلاثية الأبعاد سرعان ما تتحول إلى اللون الأسود عند تعرضها للهواء، هذه البذور هي ما يسمى بـ “حبة البركة”.
ولحبة البركة شعبية كبيرة في العالم العربي والإسلامي، إذ عرفها العرب قبل آلاف السنين، وقد ذكرها النبي (ص)، فقد جاء في صحيح البخاري قوله (ص): “إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السأم”، والسأم هو الموت.
المواد الفعالة
تحتوي البذور على 40% من الزيت الثابت، وحوالي 1.4% من الزيت الطيار، وتحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والبروتينات النباتية.
ومعظم التأثيرات الدوائية تعزى إلى الزيت الطيار، وهو عبارة عن مادة سائلة متطايرة لها رائحة عطرية ولون أصفر باهت، ويحتوي على العديد من الأحماض الدهنية الأساسية والمهمة لصحة الجلد والشعر والأغشية المخاطية، وكذلك عملية إنتاج الهرمونات بالجسم، وغيرها من الوظائف الحيوية المهمة، كما يحتوي على مواد سكرية ونشويات ومعادن مثل الفوسفات والفسفور والحديد والكالسيوم.
وتحتوي حبة البركة أيضًا على مادة النيجيللون، وهي مادة بلّورية و إحدى مضادات الأكسدة الطبيعية مثل فيتامينات C و A ،وكذلك تحتوي على مادة الجلوتاثيون، والتي تلعب دورًا أساسيًا في حماية الجسم ضد مخاطر ما يسمي بالشوارد الحرة، وتحتوي أيضًا على حمض الآرجينين، وهو أحد الحموض الأمينية الضرورية لنمو الجسم، كما تحتوي الحبة على مادة الكاروتين والذي ثبت أن له مفعولًا ضد الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى هرمونات وأنزيمات هاضمة ومضادة للحموضة.
الاستخدامات الطبية
تشكل مصدرًا للطاقة، إذ وجد أنها تساعد على الاحتفاظ بحرارة الجسم الطبيعية، وتزيد مقاومة البرد في الشتاء.
تعالج الأمراض التحسسية، كالربو والتهاب الأنف التحسسي والأكزيما التحسسية.
لها تأثير محفز ومقو لجهاز المناعة.
تفيد الجهاز الهضمي، فتلطف ألم المعدة وتشنجاتها، وتحمي أغشية المعدة من التخريش، وتخفف الريح وانتفاخ البطن، وتخفف المغص، والبذور مطهرة ومضادة للديدان المعوية.
تفيد الجهاز التنفسي، فهي طاردة للبلغم، وتعالج حالات التشنج القصبي والنزلات الصدرية والسعال الديكي.
تقي الكبد من التخرب نتيجة بعض التسممات.
تقي من سرطان الكبد، وسرطان الكولون، وسرطان الثدي.
تساهم في علاج مرض السكري بآلية ماتزال غير معروفة.
تزيد إدرار البول، وتقي من اعتلالات الكلية، وتفيد في علاج ارتفاع التوتر الشرياني (الضغط).
تقي من أمراض القلب والشرايين، وتساهم بتخفيض مستويات الشحوم الثلاثية والكولسترول الضار في الدم، بينما ترفع مستوى الكوليسترول المفيد.
لها تأثير مسكن ومضاد للالتهابات المفصلية.
لها تأثير مهدئ للأعصاب، فتعالج الأرق، والصداع، والتوتر.
تعالج حالات عسر الطمث، إذ تساعد على إدرار الطمث.
تفيد في الأمراض الجلدية، فتشفي الأكزيما وتعالج تساقط الشعر.
تشفي الجروح القاطعة، وتستخدم لصناعة ترياق للدغات العقارب.
تفيد أثناء الرضاعة، حيث تساعد على إدرار اللبن، كذلك تعد مصدرًا غذائيًا مهمًا للأم والطفل على السواء.
تعد غذاءً صحيًا مهمًا ومفيدًا لنمو لأطفال، ولكبار السن أيضًا، نظرًا لاحتوائها على مواد غذائية متعددة ومتنوعة.
وتوضع البذور بين طيات الملابس المخزنة كطاردة للعثة.
طرق الاستخدام
يتوافر زيت حبة البركة في الصيدليات وفي محلات بيع التوابل، ويستخدم شربًا عن طريق الفم، أو يدهن خارجيًا على الجسم.
تستخدم بذور حبة البركة على نطاق واسع كأحد التوابل، حيث تضاف للمأكولات والمعجنات وبعض الحلويات، وينصح بتناول كميات قليلة منها، وذلك إما بطحنها أو برش بذورها على المواد الغذائية أو مع السلطات.
ويمكن طحن الحبة ومزجها مع الماء وشربها أيضًا، ويفضل ألا تطحن إلا عند الاستعمال لأنها إذا سحقت وتركت ولو لعدة ساعات قبل استعمالها فإن المادة الفعالة تتطاير منها، لكن يمكن طحنها ومزجها مع العسل مزجًا جيدًا وحفظهًا بعيدًا عن الضوء في علبة قاتمة اللون ومحكمة الإغلاق وبذلك تحتفظ بفائدتها.
والمشكلة أن زيت حبة البركة الموجود في بعض الأسواق ليس له قيمة علاجية تذكر؛ إذ إن المصنعين لهذا الزيت يقومون بتحميص البذور، ثم يكبسونها، فيحصلون على الزيت الثابت، ونسبة بسيطة جدًا من الزيت الطيار، لأن الزيت الطيار يتبخر عند التحميص، والفائدة العلاجية تتركز في الزيت الطيار كما أسلفنا.