عنب بلدي – العدد 58 – الأحد 31-3-2013
فريق سفينة الحياة
ذكرنا في المقالات السابقة أن أساس الحضارة هو الإنسان أولًا، وليس المال أو الاقتصاد أو المنشآت الحديثة، لأن الإنسان هو من يبني وينتج، وهو من يفكر ويخترع، ونحن نرى أن أكثر بلاد العالم تقدمًا اليوم ليست بلاد النفط والذهب، فنصف نفط العالم في بلاد العرب، ومعظم الذهب والألماس في بلدان أفريقيا، ولكن هذه البلاد ليست هي الأولى في ميزان الحضارة، بل تسبقها بلاد أخرى ليس فيها هذه الثروات الباطنية مثل ماليزيا، وسنغافورة، وكوريا، وذلك لأنها تملك العنصر البشري المتقدم على غيره بأخلاقه المنتجة، وقدرته على التفكير والتواصل، وتميزه بالوعي والتدريب.
وقد تحدثنا في الأعداد السابقة عن أهمية نشر السكينة الاجتماعية، والمبادرة الإيجابية، واللباقة وصناعة المشاعر، واليوم نتابع مع الدعامة الخامسة.
-5 الثقة:
لا يمكن البدء في أي عمل للنهضة في غياب الثقة فيما بيننا والتي تتمثل بالمصداقية، كما أنه لابد من توافر الثقة بالنفس والتي تجسد الإرادة القوية.
• الثقة تتولد من درجة من الحب ودرجة من التقدير، وتترسخ من خلال التجربة الإيجابية ومن خلال زرع بذور الخير في نفوس الآخرين عن طريق الأعمال التي تجعل من شخصية الإنسان ذات مصداقية عالية ومصدر ثقة للآخرين عند الوفاء بالأقوال والأفعال.
• الثقة لا تعني ترك الحذر، ولكنها تعني التعاطي الإيجابي مع الآخرين.
• الثقة بالنفس هي مفتاح الثقة بالآخرين، كن واثقًا بمقدراتك وبطاقاتك الدفينة التي لم تستثمرها.
• علينا أن نبني الثقة في المجتمع من خلال الالتزام، وتقديمنا للآخرين أكثر مما يتوقعونه منا.
من معززات الثقة: حفظ السر، وعدم التقلبات السريعة بالمواقف وفقًا للمصالح الشخصية، الدقة في الكلام والوفاء بالوعود والعهود.