لم يكن كافيًا اعتذار هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن خبر أوردته قناتها العربية، صباح السبت 30 نيسان الماضي، أعلنت فيه مقتل 44 مدنيًا في قصف لفصائل المعارضة على مناطق سيطرة النظام في حلب، واستخدمت فيه صورًا بثها ناشطون تثبت العكس.
وذهبت شريحة واسعة من ناشطي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن الخطأ الذي وقعت فيه القناة كان متعمدًا، ويندرج في إطار سياستها “غير الحيادية” بتناول الأوضاع الميدانية والإنسانية في سوريا، واعتمادها على مراسلها المقرب من النظام السوري، عساف عبود.
الاعتذار الذي وصف بـ “الخجول”، عبر حساب “BBC” في “تويتر”، والذي قالت فيه “تصحيح: تضمنت عناوين نشرة أخبار السابعة صباحًا لتلفزيون بي بي سي لقطات لمناطق المعارضة في حلب على أنها تابعة للحكومة. نعتذر عن هذا الخطأ”، قوبل بانتقادات أكبر، رصدتها عنب بلدي في الردود على التغريدة.
تصحيح: تضمنت عناوين نشرة أخبار السابعة صباحا لتلفزيون بي بي سي لقطات لمناطق المعارضة في حلب على أنها تابعة للحكومة. نعتذر عن هذا الخطأ.
— BBC Arabic بي بي سي (@BBCArabic) ٣٠ أبريل، ٢٠١٦
الصحفية السورية في “BBC”، ديما عز الدين، أعلنت أمس الأحد استقالتها، مبررة ذلك لدوافع شخصية وأخرى تتعلق بالخبر “المسيء”، وذلك وفق منشور كتبته عبر صفحتها الشخصية في “فيسبوك”، جاء فيه “أخذت من البي بي سي كل ما يشبهني ويشبه أصلها، واليوم تركتها فلم تعد تشبهني ولم أعد أشبهها، فرقنا خبر بلادي الجريحة”.
ورأى الصحفي السوري، محمد فتوح، أمين سر رابطة الصحفيين السوريين، أن “اعتذار BBC مردود عليها”، فهي تمارس “التضليل” في تغطيتها الشأن السوري.
وتابع عبر صفحته في “فيس بوك”: “سبق لرابطة الصحفيين السوريين أن توجهت خلال السنوات الماضية بعدة رسائل للمحطة توثق خروقات لمبادئ الحياد والمهنية في المحطة، ولكنهم دائمًا يتصرفون كمن أخذته العزة بالإثم”.
اليوم، الاثنين 2 أيار، خرج ناشطون سوريون في وقفة احتجاجية أمام مبنى “BBC” في العاصمة البريطانية لندن، حملوا أعلام الثورة السورية ولافتات عبّرت عن استيائهم من طريقة الهيئة في تناول الوضع السوري.
ويشن النظام السوري مدعومًا من روسيا هجومًا جويًا على مدينة حلب، تسبب خلال الأيام العشرة الماضية بمقتل نحو 150 مدنيًا، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ويرى ناشطون أن معظم وسائل الإعلام العالمية المؤثرة تعمل على حجب الصورة الكاملة أمام المتلقي الغربي والعربي، فيما يخص الوضع في سوريا، وجعل الضحية جلادًا أمام الجمهور، بالتوازي مع سياسة “تعويم” الأسد.
–