الإعلام المصري: المعارضة السورية تقصف حلب
انقسم الشارع المصري بين مندد بالمجازر التي ينفذها النظام السوري في حلب بدعمٍ روسي، وبين مؤيد للأسد معتبرًا أنه يحارب “ضد الإرهاب”.
وحاول الإعلام الرسمي المصري في الأيام الماضية، تصوير أن المعارضة السورية هي المسؤولة عن المجازر في حلب عبر قصفها للمدنيين، بلقاءات مع إعلاميين سوريين ومصريين مؤيدين للنظام.
قناة “المصرية الأولى”، اتصلت بـ “أحمد الحلبي”، مدير شبكة أخبار حي الزهراء في حلب، الموالية للنظام السوري، وطلبت منه كشف حقيقة القصف، فقال إن من يقوم بقصف المدنيين هي جبهة النصرة وبعض الجماعات الإسلامية.
موقع “اليوم السابع”، وهو من أشهر المواقع الصحفية المصرية، عنون أمس “بالصور.. إصابة العشرات فى حلب نتيجة سقوط قذائف أطلقتها مجموعات مسلحة“.
وأرفق الموقع تقريره، الذي اعتمد فيه على وكالة “سبوتنيك” الروسية، بصورٍ لمدنيين يحاولون الهرب من الغارات أو فرق الدفاع المدني وهي تنتشل الجثث والجرحى في مناطق المعارضة السورية.
عدد من الإعلاميين المصريين، اعتبروا أن الصور التي تناولها الإعلام لضحايا القصف في حلب “قديمة”، بينما طالب فريقٌ آخر الشعب المصري بأن يحمدوا الله على نعمة الرئيس السيسي الذي يوفر لهم الأمن.
ونفى الإعلامي عزمي مجاهد وجود مجازر في حلب من الأساس، مؤكدًا أن الغرض من نشر من أسماهم “أهل الشر التابعون لدولة قطر وتركيا”، هو “إسقاط الدولة المصرية، وهي مؤامرة خارجية على عبد الفتاح السيسي ومحاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد”.
الإعلامية مروة صبري وجهت رسالة للمصريين في برنامجها على قناة “تن”، “المفروض يا مصريين تتعظوا من اللي انتوا شايفينه في سوريا، وتبوسو إيدكو وش وضهر على نعمة الجيش ونعمة الشرطة ونعمة السيسي”، مضيفةً “الحمد لله إننا عايشين فى أمان بفضلهم”.
وتأتي الرواية الإعلامية بالتوازي مع دعوات شبابية مصرية لمناصرة ضحايا حلب، ومقاطعة موقع “فيس بوك” احتجاجًا، بنيما خرجت مظاهرات في جامعة القاهرة ندّدت باستهداف المدنيين، رفع خلالها الشباب اللافتات الحمراء وصلوا صلاة الغائب على شهداء المدينة.
ويتهم النظام المصري، بقيادة عبد الفتاح السيسي، بتقديم الدعم الأمني والعسكري للنظام السوري، ما يتقاطع مع تصريحات لبشار الأسد في مقابلة مع قناة المنار، في آب 2015.
الأسد قال وقتها إن “هناك تعاونًا بين مصر وسوريا على الصعيد الأمني والعسكري، ولقاءات بين مسؤولين سوريين ومصريين”، معتبرًا أن “سوريا ومصر في خندق واحد في محاربة الإرهابيين، الذين يبدلون أسماءهم مثل داعش والإخوان المسلمين”.
الرئيس السيسي، ومنذ توليه الحكم في مصر، لم يصرح بدعمه للأسد مباشرة، لكنّه ساهم بتطويق المعارضة السورية، وتجلى ذلك بعدم دعوة الائتلاف الوطني السوري لحضور أعمال القمة العربية في مصر، إضافة إلى تنظيم اجتماع القاهرة الأول والثاني في محاولة لتعويم هيئة التنسيق الوطنية في مواجهة الائتلاف، ودعم تيارات أخرى كسوريا الغد.
وكانت قوات الأسد بدأت منذ 20 نيسان الماضي تصعيدًا غير مسبوق في مدينة حلب، وتسبب الغارات الجوية بمقتل 148 مدنيًا بينهم 26 طفلًا و36 سيدة، خلال عشرة أيام من القصف المتواصل، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :