طارق أبو زياد – إدلب
بدأ الصيف، وبات من الضروري إيجاد حلول للكهرباء في الشمال السوري، فبالرغم من توفر مولدات الأمبيرات، إلا أنها لا تفي بالغرض، وخمس ساعات من العمل على المولدات قد تكون كافية في فصل الشتاء، ولكن حر الصيف يتطلب المزيد من الطاقة، نظرًا لاعتماد العديد من الأدوات المنزلية على الكهرباء.
بطاريات السيارت، هي أحد الحلول التي ذهب إليها المواطنون لتوليد الطاقة في أوقات الانقطاع، إذ تعطي البطارية قوة كهربائية بقوة 12 فولط. ولأنها لا تكفي لتشغيل أدوات تعتمد على 220 فولط، مثل البرادات وسخانات المياه، فكان الحل التحول إلى أدوات كهربائية تعمل على قوة البطاريات فقط، أو استخدام رافع الجهد الكهربائي (أنفيرتر)، والذي يحول الكهرباء من 12 إلى 220 فولط.
مراوح على البطاريات
ياسر الحسن، مالك أحد المحلات التجارية في بلدة الأتارب، ومختص ببيع الأدوات التي تعمل على البطاريات، تحدث لعنب بلدي عن ازدياد الطلب على البطاريات في فصل الصيف، “في الشتاء يمكننا الاعتماد على الأمبيرات لمدة خمس ساعات، ولكن في الصيف لا يمكننا أن نحمي أنفسنا من الحر دون وجود البديل، ولعل المراوح التي تعمل على البطاريات تأتي في المرتبة الأولى في الطلب، وهي تعمل لساعات طويلة على البطارية دون الحاجة لوجود الكهرباء”.
وأضاف أن أسعار المراوح تتراوح بين 25 و 50 دولارًا (25 ألف ليرة)، وذلك حسب ميزات المروحة وحجمها، أو إن كانت تحوي بطارية داخلية أو أنها تعمل على الكهرباء النظامية بحال توفرها، ولكن أكثر الطلب يتم على المراوح الصغيرة لرخص ثمنها مقارنة بغيرها، ولكونها تعمل لمدة أطول.
صناعة محلية
أكرم البرازي، يملك محلًا لتصنيع القطع الإلكترونية وإصلاحها، قال لعنب بلدي “إن روافع الجهد الجاهزة التي تباع في الأسواق لا تفي بالغرض لتشغيل البرادات والغسالات وغيرها من أجهزة المنزل، ومع أن الروافع الكبيرة متوفرة إلا أنها غالية وتحتاج لبطاريات كبيرة غالبًا، لذلك اعتمد الناس على الروافع المصنعة يدويًا، فهي أوفر ويمكن أن نصنعها حسب رغبة المشتري وفي القوة التي يرغب بها، ولكن الطلب الكبير يأتي على الروافع التي بإمكانها تشغيل البرادات على البطارية مع إمكانية إعادة شحنها في حال توفر الكهرباء”.
وأضاف البرازي “نقوم بتصنيع عدد كبير من هذه المحولات، وتتراوح التكلفة بين 80 و150 دولارًا للمحول، بحسب قوته والميزات التي يتمتع بها”.
تستخدم البطاريات في كافة الاحتياجات، وهنا تحدث أمجد لبابيدي، النازح من مدينة حمص إلى بلدة الشيخ علي، بقوله “إن عمل البطاريات لا يقتصر على أدوات محددة، فقد أصبحت من أساسيات كل بيت. قمت بتمديد الإنارة بشكل كامل معتمدًا على مصابيح تعمل على 12 فولط، وأوصلتها إلى البطارية، كما تستخدم لشحن أجهزة الموبايل والكمبيوتر وتشغيل أجهزة الإنترنت وغيرها الكثير، لذلك فإنك لن تجد منزلًا يخلوا من وجود بطارية فيه”.
البطاريات الوطنية أرخص وأكفأ
وعن أنواع البطاريات التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة، أوضح سالم الحموي، والذي يملك متجرًا لبيع البطاريات في مدينة سرمدا، أن لكل نوع مهمة، “والنوع الأفضل للاستخدام المنزلي، هو البطاريات المصنعة في سوريا أي البطاريات الوطنية، ورغم جودتها القليلة والتي لا تقارن بجودة البطاريات المستوردة، إلا أنها تعمل لمدة أطول بكثير من البطاريات المستوردة”، مشيرًا إلى أنه يمكن إعادة تهيئة هذه البطاريات كلما تراجعت قوتها، وذلك لأن قطع التبديل متوفرة، ويمكن زيادة نسبة الأسيد إليها بكل سهولة، مضيفًا “أنصح كل من يريد أن يستخدم البطارية لأعمال منزلية أن يشتري الوطنية كونها أرخص وأكفأ”.
رغم قلة الإمكانيات، والوضع المتردي للكهرباء في الشمال السوري، إلا أن البطاريات كانت بديلًا مناسبًا للمواطنين، ولكنها بطبيعة الحال لن تكون بكفاءة وقوة الكهرباء النظامية (220 فولط)، كما يقول مواطنون وأصحاب محلات متخصصة.