وضاح خنفر: علينا التخلص من انفراد الغرب بصناعة صورتنا
نحو “عهد جديد”.. منتدى الشرق الشبابي يعقد دورته الثالثة في اسطنبول
عنب بلدي – اسطنبول
عقد “منتدى الشرق” الدورة الثالثة لمؤتمره السنوي تحت عنوان “عهد جديد”، مستضيفًا عددًا من الأكاديميين والدبلوماسيين والقياديين البارزين سياسيًا وإعلاميًا، الذين ناقشوا التغيرات في العالم العربي والفرص التي نشأت في المناخ الحالي أمام الجيل الجديد والعقبات التي تكبّله.
عنب بلدي حضرت الفعالية، التي شهدت سلسلة من النقاشات وورش العمل، بمشاركة قرابة 500 ناشطٍ عربي وتركي وكردي من النخب الشبابية المهتمة في مجالات السياسية والإعلام والاقتصاد، ونظّمت في فندق بولمان في مدينة اسطنبول التركية يومي 29 و30 من نيسان.
افتتح المؤتمر محمد ماهر عقل، وهو مذيع ومقدم برامج في شبكة الجزيرة، متحدثًا عن التحولات التي عاشها العالم العربي مؤخرًا في ظل ثورات الربيع العربي، والتي من شأنها تغيير موازين القوى العالمية.
ودعا إلى ضرورة الاستمرار والسير بسرعة توازي التغيرات في العالم، وعدم اعتبار ما يجري عاملًا عائقًا، مضيفًا “نحن في قلب الحدث وأول المتأثرين به، ولا نملك خيار المشاهدة عن بعد”.
ويأمل منظمو المؤتمر، بحسب العقل، أن “يسهم بشكلٍ جادٍ ونوعيٍ عبر هذه الخبرات والطاقات الشبابية المميزة، ببناء شبكة علاقات مؤثرة لشباب الشرق والتأسيس لوعي يدفعنا بقوة تجاه عهد جديد”.
ثورة صناعية رابعة والكرة في ملعبنا
رئيس منتدى الشرق، وضاح خنفر، أعرب عن تفاؤله بـ “العهد الجديد”، خلال كلمةٍ ألقاها بداية المؤتمر، واصفًا التغيرات التي نعيشها بـ “ثورة صناعية رابعة”، وأكّد أنه رغم ما تمرّ به المنطقة من حروبٍ ونزيف، فإن تغيّر ميزان القوى سيجعل الانتقال ممكنًا ويمكن فيه للهامش أن يبني رؤيته الخاصة متفاعلًا مع العالم، وليس متحكمًا به من قبل المراكز الكبرى التي تحكمت بالوعي الإنساني عبر قرونٍ من الزمن، حين كان العالم يصنع على صورة الغرب.
“علينا إدراك أننا في مرحلة جديدة، هذا الإدراك نتخلص فيه من انفراد الغرب بصناعة صورتنا الثقافية والعلمية والاقتصادية”، أضاف خنفر، مؤكدًا “نرى اختلالًا عميقًا في موازين القوى الإقليمية ولسنا نعيش اللحظة التي يمكن أن نقول فيها إننا بدأنا الانتقال للعهد الجديد الذي نبشر به، لكننا على الأقل نعيش حالة الانتقال”.
ثلاثة شروط، يعتقد رئيس المنتدى أنها طريقٌ للتمسك في زمام المبادرة خلال الانتقال الحالي، تتلخص في رؤية جديدة “ساكنة في المستقبل”، تضعها النخب الشابة خلال نقاشات تصنع مصطلحات جديدة في الدين والثقافة والفكر والعلاقة مع الغير، ثم قيادات جديدة تؤمن بأن الرؤية قابلة للتحقق وتعطي ما لديها دون أن تفرضه على الآخرين، وأخيرًا بناء تحالفات استراتيجية مع مختلف القوى المؤثرة في العالم، التي تطالب بالحرية والديمقراطية والانعتاق من الظلم.
مسابقات وورشات على هامش المؤتمر
وفي لقاء لعنب بلدي، قال منسق التواصل في منتدى الشرق، جواد أبازيد، إن من أهم الرسائل التي أراد المنتدى إيصالها هو مناقشة الواقع الذي نعيشه حاليًا من الفوضى وعدم الاستقرار والجوّ المشحون دماء وأشلاء، محاولين “إخراج الشباب من هذا الواقع إلى رؤية عالم جديد، وعهد جديد، وفكر جديد، ودنيا جديدة”.
وأضاف أنه لا يجب التناسي، بسبب الحالة الراهنة، أن هناك شبابًا ناجحين لديهم مبادرات رائدة في العالم العربي، مشيرًا إلى فعاليات على هامش المؤتمر كـ “هاكثون” وهي مسابقة تقنية تجمع عدة فرق من جميع أنحاء العالم، مهمتهم إنتاج مشروعات على شكل تطبيقاتٍ أو مواقع وأفكار تتبناها شركات خاصة أو المنتدى، إضافةً إلى تدريبات للطاقات المتجددة تبدأ بعد المؤتمر.
الحالة الراهنة التي تحدث عنها أبازيد، انعكست على نقاشات المشاركين، فرغم إيمان من استطلعت عنب بلدي آراءهم بأن المستقبل القريب ربما ينقل المنطقة من واقعها المتأزم إلى مصاف الدول المتقدمة، إلا أنهم يتخوفون من أن تكون الرؤية “مثاليةً وغير قابلة للتطبيق” حاليًا، بسبب انصراف الجيل المقبل إلى السعي لتأمين أساسيات الحياة خصوصًا في البلدان التي تشهد صراعات كالعراق وسوريا واليمن ولبييا.
مشاريع “رائدة” في المنطقة
وشهد المؤتمر على مدار يومين، سلسلة من الورشات لتقديم عددٍ من المشاريع الناجحة على مستوى المنطقة، في مجالات الطاقة المتجددة والإعلام وصناعة الأفلام وتدريب القيادات وتنمية المهارات والتخطيط والتحليل الاستراتيجي.
وركزت هذه الفقرات على نقاط القوة في هذه المشاريع وأبرز ما يعتقد مؤسسوها أنه يفتح الأفق أمام الجيل الجديد، للاستفادة منها والانطلاق نحو مشاريع أكثر استدامةً في هذه المرحلة.
تأسس منتدى الشرق في 2012، وهو مؤسسة “عالمية مستقلة” تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء منطقة الشرق، وتسعى لتنمية الوعي السياسي وتبادل الخبرات وتحديد الأولويات، بالإضافة إلى تعزيز الفهم المتبادل بين المنطقة ومحيطها الدولي.
ويسعى المنتدى إلى تحقيق أهدافه من خلال إدارة حوار عميق بين القوى السياسية والقيادات الفكرية والاجتماعية والحركات الشبابية ورجال الأعمال، بحسب ما يعرّفه القائمون عليه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :