شهد ريف حمص الشمالي توترًا مساء الثلاثاء 26 نيسان، على خلفية مقتل رافد طه، المتهم بأنه أمير قطاع ريف حمص الشمالي لدى تنظيم “الدولة”، تزامنًا مع إمهال المحكمة الشرعية العليا في حمص، عبد الباسط الساروت، مدة لتسليم نفسه.
وبدأ الأمر عندما أطلق حاجز لجبهة النصرة على طريق تلبيسة- الزعفرانة، النار على شخصين كانا يركبان دراجة نارية، ما أدى إلى مقتلهما، ليتبين بعدها أنهما رافد طه ومرافقه عامر الأسود.
جبهة النصرة تتبنى الاغتيال
النصرة أصدرت بيانًا أمس، قالت إنها اغتالت بعملية أمنية “المجرم رافد طه، أمير الخوارج (جماعة الدولة) في ريف حمص الشمالي”، مشيرةً إلى أنه “مسؤول عن جرائم القتل والاغتيالات بحق المشايخ والمجاهدين، إضافة إلى مرافقه”.
وقال ناشطون إن طه ومرافقه قتلا إثر عودتهما من محاولة اغتيال لم تنجح، بعد استهدافهما شرعي “ألوية 313” العاملة في ريف حمص، أبو خالد الحسن، ليبلغ الأخير بعدها حواجز المنطقة.
وتتهم فصائل المعارضة في ريف حمص طه، بتنفيذ عمليات اغتيال بحق قادتها، وأبرزها اغتيال أمير حركة أحرار الشام الإسلامية في حمص، الشيخ أبو راتب، كانون الثاني الماضي، والعقيد أحمد خشفة والشيخ إبراهيم السعيد من “ألوية 313″، إضافة إلى شرعي النصرة أبو سليمان العكيدي، كما يتهم بمحاولات اغتيال في المنطقة طالت قادة في جيش التوحيد وفيلق حمص.
“المحكمة الشرعية” تطالب الساروت بتسليم نفسه
وأوضح بيان للمحكمة، غير المعترف بها من كل الفصائل، المكونة من النصرة وحركة أحرار الشام، أنها ستقدم الأدلة للهيئة الإسلامية، “وإن لم يسلم نفسه ستصدر حكمها بحقه غيابيًا وفق الأدلة المتوفرة لديها”.
ويوجد الساروت حاليًا في مدينة اسطنبول التركية، ونفى في مقابلة مسجلة انتماءه للتنظيم.
ماذا وراء الخلاف بين طه والفصائل؟
وفيما يتعلق باتهامات الفصائل لطه بمسؤوليته عن جرائم وسرقات في المنطقة، كانت حركة أحرار الشام نشرت بيانًا، في أيار 2015، أوضح التساؤلات بخصوص اعتقالات نفذها عناصر التنظيم بحق مقاتلي فيلق حمص. وأشار البيان أن “المدعو رافد طه المتهم بمبايعته التنظيم اقتحم المعمل الحربي للفيلق وسرق محتوياته، ليقوم بعدها التنظيم بجلب مؤازرات ونصب كمائن في مناطق ريف حمص”.
وجاء البيان على خلفية مقتل قرابة 50 عنصرًا موالين للتنظيم، على يد قوات المعارضة في ريف حمص الشمالي، بعد مواجهات في بلدة الزعفرانة، منتصف أيار الماضي، وكان بينهم مقاتلون سابقون في الجيش الحر، أبرزهم أبو جهاد وأبو ليلى زغيب من حي باباعمرو.
وبين مقتل طه، الذي كان قائد “لواء أسود الإسلام”، أول فصيل للجيش الحر في تلبيسة مطلع الثورة، ودعوات المحكمة الشرعية الساروت تسليم نفسه، مايزال التوتر يخيم على ريف حمص الشمالي، ويتخوف أهالي المنطقة من رد فعل للخلايا النائمة المرتبطة للتنظيم.
–