الخجل عند الأطفال .. عالجيه قبل أن يصبح مشكلة

  • 2016/04/24
  • 2:19 ص

 تهاني مهدي

يمر الأطفال بمراحل عديدة خلال نموهم إلى أن يصبحوا راشدين، منهم من يتجاوز هذه المراحل بشكل  اعتيادي، ومنهم من لا يستطيع التكيف، فتظهر لديه واحدة أو أكثر من المشكلات السلوكية أو النفسية التي قد تؤثر، إذا ما استمرت لفترة طويلة، على حياته الأكاديمية أو الاجتماعية أو المهنية وتحول دون تقدمه بنجاح.

الخجل، حالة انفعالية تصيب الطفل عند احتكاكه بالآخرين، تنطوي على شعور بالنقص والعيب، ويصاحبها شعور بالقلق وعدم الراحة، في مواقف لا تستدعي حدوث ذلك لدى الطفل الطبيعي، ويظهر في صورة أعراض جسمية، كاحمرار الوجه وتقطع الأنفاس والشعور بالغثيان أو الرجفان، وسلوكية، كنقص المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس، والالتصاق بالوالدين والاعتماد عليهما في أبسط الأمور، والانسحاب من المواقف الاجتماعية لتجنب التعليقات والهرب من أنظار الناس.

وتتراوح اتجاهات الآباء نحو الخجل عند طفلهم بين التجاهل أو عدم الإحساس بوجود مشكلة، إلى الشعور بحالة مرضية تحتاج إلى طبيب.

متى يصبح الخجل مشكلة تحتاج لعلاج؟

إن أي موقف جديد يستدعي الارتباك والخجل عند الأطفال، حتى وإن كانو يتمتعون بثقة عالية في النفس، كمان أن جميع الأطفال من عمر 18 شهرًا إلى ثلاث سنوات يشعرون بالقلق إزاء أي إنسان غريب، فالخجل طبيعي حتى عمر 3 سنوات، أما إذا استمر أكثر من ذلك فيصبح مشكلة تحتاج لعلاج.

وأكثر ما تظهر مشكلة الخجل في مرحلة المدرسة، فإذا استمرت لمرحلة طويلة قد تتفاقم وتحول دون تقدم الطفل ونجاحه، وتعيق قدرته على التعلم واللعب، وعلى بناء علاقات مع الجنس الآخر وأي اختبار للتقدم في الحياة.

والخجل يختلف عن الحياء، الخلٌق الذي حض عليه الإسلام بفعل أوامر الله واجتناب المعاصي لقول الرسول (ص) “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.

لماذا يخجل الأطفال؟

يظهر الأطفال فروقًا فردية منذ الولادة في ردود فعلهم واستجاباتهم للمحيط من حولهم، وتختلف أسباب الخجل بحسب شخصية كل طفل والظروف البيئية التي يعيش بها:

أسباب جينية (الوراثة): تحمل الجينات سمات الوالدين أو أحدهما، وأحيانًا تكون السمات للأقارب، فالطفل الذي لديه جينات وراثية يكون استعداده للمشكلة أكبر من طفل ليس في جيناته سمات الخجل.

أساليب التربية: القسوة الزائدة أو الإهمال الزائد أو عدم الثبات والتأرجح في التربية.

الإفراط في توجيه الطفل وتأنيبه لأتفه الأسباب، والسخرية منه أمام الناس، فذلك يشعره بضعف الثقة بالنفس وعدم قدرته على القيام بشيء، فيزيد مشاعر القلق والخوف عنده.

وجود إعاقة جسدية، أو مشاكل في النطق، كالتلعثم أو التهتهة.

إفراط الأم في العناية بطفلها واعتماده عليها في المأكل والمشرب وعدم السماح له بالاختلاط مع الأصدقاء بحجة الخوف عليه من الأذى، كل ذلك يجعله طفلًا اتكاليًا ويعزز شعوره بالخجل.

السكن في مكان بعيد يجعل الاحتكاك بالناس ضعيف جدًا.

التقليد: وجود نماذج خجولة في المنزل كالوالدين أو أحدهما قد تدفع الطفل لتقليدها فيصبح خجولًا.

كيف يعالج الخجل؟

علاج  أي مشكلة يبدأ بالبحث عن السبب، فإذا عرف السبب وتمت إزالته، فإن ذلك يقطع نصف الطريق إلى العلاج.

منح الطفل فرصًا لتنمية الثقة بالنفس، كتدريبه على القيام بواجباته بنفسه، حسب سنه، (ارتداء ملابسه، استخدام الحمام، وغير ذلك).

الابتعاد عن مقارنة الطفل بغيره، سواء بالقدرات أو التحصيل أو الذكاء.

تجنب وصف الطفل بالخجول، فتكرار هذه الكلمة أمامه يغذي شعوره بالخجل. يجب استبدال ذلك بعبارات إيجابية.

مكافئة الطفل في كل مرة ينجح فيها بالاندماج.

يجب عدم تجنب المواقف المثيرة للخجل عند الطفل، بل مواجهتها وتدريبه على تحديها، وتشجيعه على تكوين الصداقات والاختلاط بالناس.

تناول الغذاء الذي يساعد على التخلص من الإجهاد، والأطعمة التي تحتوي على فيتامين C، كذلك المكسرات والسمك والدواجن والفيتامينات المتعددة.

مقالات متعلقة

أسرة وتربية

المزيد من أسرة وتربية