جريدة عنب بلدي – العدد 57 – الأحد – 24-3-2013
انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الثلاثاء 19 آذار غسان هيتو رئيسًا لأول حكومة انتقالية معارضة في سوريا تتولى إدارة المناطق المحررة والتي تقع تحت سيطرة المعارضة في تصويت أجري في اجتماع في إسطنبول بحصوله على 35 صوتًا من أصل 49 صوتًا متقدمًا على منافسه أسعد مصطفى الذي حاز على سبعة أصوات.
ويأتي انتخاب هيتو كخطوة أولى نحو شغل فراغ السلطة في سوريا واستجابة لطلب تقدم به مجلس وزراء الخارجية العرب إلى المعارضة السورية من أجل تكوين كيان سياسي لشغل مقعد سوريا في القمة العربية التي تستضيفها العاصمة القطرية نهاية الشهر الحالي بعد أن باءت محاولات اختيار رئيس للحكومة بالفشل مرتين في السابق بسب خلافات داخلية بين أطراف المعارضة وخاصة تلك التي تتعلق بماهية الحكومة فيما ستكون حكومة فعلية أو مجرد هيئة تنفيذية بسلطات محدودة.
وذكر سمير نشار، عضو المكتب التنفيذي في الائتلاف الوطني أن رئيس الحكومة سينتقل إلى سوريا ويعقد اجتماعات مع القيادات الميدانية ومختلف القوى السياسية والقوى المدنية والمواطنين للاستماع إلى انشغالاتهم واستطلاع آرائهم والحصول على ثقتهم بحسب وكالة فرانس برس مشيرًا إلى أن هيتو سيزور عددًا من الدول للحصول على اعتراف منها بحكومته بعد تشكيل فريقه الحكومي.
وعقب انتخابه رئيسًا للحكومة، أعلن غسان هيتو أن المهام التي تنتظر الحكومة المؤقتة عديدة بأنهم أمام استحقاقات داخلية ودولية كبيرة لكن المهمة الأولى والأساسية استخدام كل الوسائل والأساليب «لإسقاط النظام القائم».
وذكر هيتو في مؤتمر صحفي عقده في اسطنبول أن تولي مهام هذه الحكومة لن يكون على أساس «المحاصصة السياسية» بل سيتم اختيار الوزراء والمستشارين وفق «معايير الكفاءة والمهنية»، وأكد أن الحكومة المؤقتة ستعمل كل ما في وسعها لـ «بسط سلطة الدولة» في المناطق المحررة بشكل تدريجي وبالتعاون الوثيق مع «أركان الجيش السوري الحر» عن طريق «إرساء الامن وسلطة القانون ومكافحة الجريمة والحد من فوضى السلاح» مشيرًا إلى أن الحكومة المؤقتة ستولي النازحين من سوريا رعاية خاصة من خلال تشكيل جهاز يعنى بمتابعة أوضاعهم وتقديم الخدمة لهم مع وضع المخطط اللازم لإعادتهم إلى «المناطق المحررة» وصولًا إلى إعادة كل مواطن سوري نزح مع «اكتمال النصر».
واكد هيتو «أن سوريا ستبني جيشها الوطني الذي سيلعب دوره الاساسي في الدفاع عن الارض والشعب بعيدًا عن تسييس دوره»، داعيًا جميع الضباط والجيش لأن يلقوا السلاح وينحازوا إلى جانب شعبهم.
من جهته رفض غسان هيتو أي حوار مع نظام الأسد مؤكدًا أنه لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها. وطالب المجتمع الدولي بالاعتراف أولًا بأن الثورة السورية هي «ثورة الشعب» والقيام بكامل واجبه تجاه الحكومة الانتقالية وإعطائها مركز سوريا في الجامعة العربية والأمم المتحدة الأمر الذي يمهد لاستلام السفارات في العالم. ودعا للاعتراف بالحكومة الانتقالية في كل العالم وطالب باستعادة أموال النظام السوري المجمدة.
والجدير بالذكر أن غسان هيتو من مواليد مدينة دمشق 1964 وذو أصول كردية ويحمل شهادتين في الرياضيات والمعلوماتية من جامعة بوريدو. حصل على ماجستير في إدارة الأعمال كما شغل منصب مدير تنفيذي في شركة «اينوفار» الأمريكية لتكنولوجيا الاتصالات في تكساس. شارك في تأسيس «تحالف سوريا الحرة» في الولايات المتحدة، وتولى منصب نائب الرئيس منذ عام 2011 .شارك في تأسيس «هيئة شام الإغاثية» في الولايات المتحدة في 2011، وتولى منصب نائب الرئيس .عمل على تأسيس وإدارة «وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني» في الائتلاف الوطني التي تعمل عبر الحدود السورية التركية وتوصل مساعدات إلى الداخل.
– 12 عضو يجمدون عضويتهم في الائتلاف
قام 12 عضو من أعضاء الائتلاف الوطني المعارض وفي اليوم الثاني لانتخاب رئيس للحكومة الانتقالية بتجميد عضوياتهم في الائتلاف من بينهم نائبة الرئيس سهير الأتاسي والمتحدث باسمه وليد البني إضافة إلى كمال اللبواني وأحمد عاصي جربا ويحيى الكردي لأسباب مختلفة كان أبرزها معارضة بعضهم لانتخاب هيتو وللطريقة التي انتخب فيها و «سيطرة اللون الإسلامي» على الحكومة.
وأكد كمال اللبواني أن الشخصيات المذكورة قد جمدت عضويتها بشكل «طوعي» وليس بناء على قرار من الائتلاف بتجميد عضويتهم «كما أشيع»
فيما ذكرت سهير الأتاسي أن السبب الأساسي الذي دفعها لتجميد عضويتها ضعف العمل المؤسسي وعدم ارتقاء العمل الجماعي إلى مستوى الثورة السورية من خلال العمل المحترف وقالت بأنها تبحث عن إيجاد إرادة صحيحة في تحمل المسؤوليات الأساسية. مؤكدة تأييدها لخطوة تشكيل الحكومة الموقتة «لأنها أحد أشكال مأسسة عملنا في خدمة الثورة» إلا أنها قررت العودة عن تجميد عضويتها التي كانت أعلنتها سابقًا.
هيتو،
– كيف يراه الكرد في سوريا
ويرى ناشطون أكراد أن هيتو لا يمثل الرأي الكردي العام في سوريا وذهب البعض لاعتباره من الأكراد «المستعربين» ويقول أحد الناشطين الكورد أن عدم اشتراك التنظيمات السياسية الكردية في الائتلاف من مسببات ميل المعارضة إلى اجتذاب شخصيات كردية أو من أصول كردية وضمها إلى الهيئات والمجالس والحكومات الانتقالية وكلا الطرفين يلعبان أدوراهما «في السياسة». «المشكلة» أن هيتو لا يمتلك أي تاريخ في العمل السياسي كما أنه لا يمتلك شعبية عند الكورد. بشكل أو بآخر تعمد هيئات المعارضة إلى استخدام نفس آليات النظام في التعاطي مع القضية الكردية وذلك بتسليم المناصب لأشخاص كورد أو من أصول كردية ويؤجلون كل الاستحقاقات المترتبة على أجواء عدم الثقة بين الكورد والمعارضة السورية تحت بند «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» وبرأيه أن الكورد «تجاوزوا مرحلة طلب التطمينات إلى مرحلة خلق التطمينات لأنفسهم بأنفسهم من خلال تجسيدات على الأرض».