«فيتيس» الخطيب و «طنبر» المعارضة السورية
جريدة عنب بلدي – العدد 57 – الأحد – 24-3-2013
غريب هو أمر المعارضة والمعارضين معًا، لا أحد قادر على فهم دحرجتها و «دعبلتها» الدائمة. النظام السوري شديد التسطح مقارنة بحال المعارضة، نستطيع فهم منطقه وتفسير أفعاله على كارثيتها، أما المعارضة فلا ندري لها حالًا ولا نفهم لها وضعًا، فتارة مع وتارة ضد وتارة ضد الضد وأخيرًا مع ضد المع!
ما هذا أيها الرفاق والمشايخ والعلماء واليمين واليسار؟!
هل نريد أن نطالب أمريكا بإعادة النظر بتصنيف جبهة النصرة كمنظمة إرهابية أم أننا نريد أن ندين القوى الخارجية التي تدعم التطرف والإرهاب في سوريا؟
صدمة كبرى فعلًا قد تكون قريبة من جلطة كلينتون تلك التي سيصاب بها هولاند وكاميرون والجميع حينما يدركون أن كل هذا التخبط والضياع هو محض تخبط وضياع ولا علاقة له بالحنكة ولا بالدهاء ولا بالسياسة ولا من يحزنون.
ربما يحتاج الأمر لعدة أبحاث علمية وغير علمية حتى نفهم مبادرة الحوار والتفاوض التي أطلقها زعيم الائتلاف، فالمبادرة بدأت على صفحة الفيس بوك، ومن ثم رفضها الائتلاف ومن ثم أعلن أنها موقف شخصي ولا تمثل موقف الائتلاف وأنها كاقتراح لا أكثر والحكم بالنهاية حسب الأغلبية، ولأن الائتلاف رفضها في اليوم الثاني والتزامًا بمبدأ الديمقراطية فقد أعلن أنه ماض في مبادرته وهدد النظام إن لم يرسل فاروق الشرع فإن يوم الأحد هو آخر أيام المبادرة! وجاء يوم الأحد وانتهى يوم الأحد ومضت الأخبار كالمعتاد أشرقت الشمس وزقزقت العصافير وقصف الجيش مدنًا سورية جديدة، واستمر في حملته العسكرية على داريا وغيرها، وقتل مئات المدنيين العزل، والمبادرة ذاتها لم يطرأ عليها أي تغيير!.
ما هذا يا ممثلينا الأكارم؟ هل نريد من روسيا أن تعتذر أم أننا نريد الذهاب إلى مؤتمر روما؟
ليس غريبًا -والحالة هذه- أن يشبه الشيخ معاذ (على صفحته على الفيس بوك) السياسة بـ «الفيتيس» الذي عليك أن تدرك تمامًا متى تضع الغيار الثاني ومن ثم الثالث، مع التأكيد طبعًا أنك من الممكن أن تخفض الغيار من الخامس إلى الثاني!! ثم يضيف مستنكرًا على صفحته على الفيس بوك: تخيل أن تقود سيارة بفيتيس ثابت لا يتغير!
ولأننا «دركسيونات» عواطف و «اشطمانات» مشاعر وحيال الفيتيس الثابت فإننا (تمامًا كالعالم أجمع) قلقون من مشكلة تقنية ستقع لا محالة؟ إذ كيف يمكن للمعارضة أن تتراجع باستمرار إذا ثبتنا الفيتيس؟ حتى لو تحرك الفيتيس سيبقى هناك مشكلة للمعارضة لا يمكن للعالم والعلم التعامل معها؟
إذ كيف من الممكن اختراع فيتيس بغيارات تحت الصفر ليستوعب قدرات المعارضة غير المتناهية (في الصغر) !!
لا شك لدينا أن المعارضة ستنقسم حيال الفيتيس؟ هل الفيتيس هو الفوتيس على لغة بعض أهل سوريا؟ أم ذلك أمر آخر؟ قد يحتاج الأمر إلى كثير مؤتمرات لفض الخلاف بهذا الخصوص ولكن ما هو مؤكد أن العالم لن يدعم المعارضة حتى تتوحد على فيتيس واحد!!
من يشبه السياسة بالفيتيس يفترض أن عنده سيارة، ولكن لن يكون للفيتيس فائدة إذا استخدمنا على طنبر!!
لا مانع بالتأكيد من الحنكة والمواراة والمحاباة في السياسة، ولكن التردد والتخبط في القرارات والخطابات الإعلامية، لا يدخل ضمن هذا الباب، فالأيدي المرتعشة لا تقوى على البناء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :