حتى لا ننسى معتقلينا: مصطفى الخولي (أبو إيهاب)
جريدة عنب بلدي – العدد 57 – الأحد – 24-3-2013
«مالح نتراجع مهما صار شو ماكلفتنا»
عبارة الإصرار هذه مرتبطةً باسم مصطفى، مصطفى الشاب الكفاحي -كما يقول صديقه- الذي سعى لإبراز الوجه الحضاري للحراك السلمي فكان العقل المدبر الذي عمل على تنظيم المظاهرات السلمية ووضع الحجر الأساس لتنسيقية داريا.
بدأ مصطفى في مذكراته الثورية بعبارة «من سجن الخوف ستدخل باب الحرية الرائع، غير أفكارك كي تغير مصيرك»
منذ بداية الثورة عُمم اسمه على الحواجز الأمنية، ليعيش حياة التنقل والترحال إلى أن اعتقلته المخابرات الجوية من محل صديقه بتاريخ 16تموز2011
تسعة عشر شهرًا ومصطفى بعيد عن ابنه وابنته.. إيهاب ذو الأربعة أعوام الذي أصبح حلمه أن يأخذ لعبته (الرشاش) ويذهب الى زنزانة والده ليحرره، وملاك التي قاربت أن تبلغ العامين ولم تشاهد والدها إلا لحظات معدودة وقد صرخت له «بابا» عند زيارته، فكانت المرة الأولى التي يسمع مصطفى منها تلك الكلمة.
مصطفى الخولي، مواليد 1978 يملك مشغلًا للخياطة، ويدرس الحقوق في جامعة بيروت، حائز على الحزام الأسود في رياضة التايكوندو.
يصفه أحد أصدقائه بأنه إنسان متزن، ملتزم، صاحب قضية، جريء، مندفع، محبوب، ولديه طريقة قوية في الإقناع.. يروي أحد أفراد عائلته موقفًا له رواه الشهيدان وسام قهوجي وحازم عديله عندما كانوا في المعتقل بجوار «أبو ايهاب» حيث أصيب وقتها وسام ابن ال18 عامًا بالمرض داخل السجن وارتفعت حرارته واحتار الجميع ماذا يفعلون، فبحث مصطفى على أنظف (جرابات) حيث وجد جوارب حازم وصنع منهم كمادات وسهر عليه طوال الليل، فيقول وسام «ماحسيتو إلا أبي»، كما أنه إنسان ملتزم دينيًا فكان لقبه داخل السجن «الشيخ» .
نُقل مصطفى بين عدة أفرع للمخابرات الجوية، من ثم نقل إلى سجن عدرا، إلى أن استقرت به الحال في سجن صيدنايا العسكري حيث عرض على محكمة ميدانية سرية بتاريخ 3 أيلول 2012، ليبقى مصيره مجهولًا حتى الآن ..
استطاع أهل مصطفى زيارته لمدة لا تتجاوز الخمس دقائق في سجن صيدنايا، ينقل لنا أحد أفراد عائلته بأن معنويات مصطفى داخل المعتقل عالية، وأنه يتحلى بصبر كبير وأنه لم يشعر قط بالندم على صنع ثورته.
مصطفى ومثله الكثير من شباب سوريا الواعدين لا يزالون يقبعون في ظلام سجون النظام في ظروف لم تعد مجهولة لأحد، دون أن تنجح الجهود المحلية والدولية لإطلاقهم رغم كل مراسيم العفو التي اصدرها رأس النظام..
مصطفى.. معتقلينا الأحرار.. سامحونا لأننا لم نستطع حتى الآن أن نفلح في إنجاح ثورتكم وتحريركم..
ولم نعد نستطيع إلا الدعاء لكم بالحرية..
لكم الله…
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :