مقاتلون من قوى الأمن العام ينتشرون في مدينة جرمانا بريف دمشق بعد هجمات تعرضت لها المدينة- 29 من نيسان 2025 (سانا)
“الأوقاف” و”العدل” تتحركان على خلفية أحداث جرمانا
تحركت وزارتا الأوقاف والعدل السوريتان، إثر التوتر في مدينة جرمانا بريف دمشق، الذي أشعله انتشار تسجيل صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي احتوى إساءة للنبي محمد، نُسب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية، وهو ما نفاه الشيخ نفسه لاحقًا.
وقال المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أحمد الحلاق، إنه في ضوء ما جرى تداوله مؤخرًا من إساءات تمس النبي محمد والمقدسات الدينية، “تؤكد وزارة الأوقاف متابعتها الحثيثة لهذه القضية، انطلاقًا من حرصها العميق على حماية المقدسات والرموز الدينية التي تشكل ركيزة جوهرية في هويتنا الدينية والوطنية”.
وأضاف الحلاق أن وزارة الأوقاف تواصلت مع النيابة العامة لتحريك دعوى عامة باسم الوزارة فيما يخص قضية الإساءة للرسول الكريم.
وأشار إلى أن تحريك الدعوى يأتي استنادًا إلى المواد “462” وما بعدها، والمواد “568” وما بعدها، بدلالة المادة “208” من قانون العقوبات العام، إضافة إلى المرسوم التشريعي رقم “20” لعام 2022، الذي يُجرّم نشر الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد الحلاق أن “الأوقاف السورية” لن تتهاون مع أي اعتداء على الرموز الدينية والمقدسات، وأن احترام الثوابت الدينية والأخلاقية يُعد من أساسات الخطاب الوطني والإعلامي، مشددة على ضرورة التزام الجميع بروح المسؤولية في التعبير بما يحفظ السلم المجتمعي ووحدة الصف.
بدورها، قالت وزارة العدل إنها تتابع الأحداث الأخيرة في جرمانا، وتؤكّد أهمية اللجوء إلى القضاء كسبيل مشروع لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن، وذلك من خلال الإجراءات القانونية المعمول بها.
وفي إطار حرصها على حماية المقدسات والرموز الدينية، أكدت الوزارة أنّها “لن تتهاون في ملاحقة الاعتداءات، خاصة تلك الموجهة إلى جناب الرسول الأعظم محمد”.
كما دعت “العدل السورية” المواطنين للالتزام بأحكام القانون وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش، إذ أنّ هذه الأفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون.
شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق مواجهات مسلحة استمرت لساعات، إثر انتشار التسجيل الصوتي.
وبدأت المشكلة من السكن الجامعي في حمص، مساء الأحد 27 من نيسان، بهجوم بعض الطلاب على طلاب آخرين من أبناء الطائفة الدرزية، بعد انتشار التسجيل الصوتي، لكن السلطات قالت إنها احتوت المشهد، واعتقلت المتورطين بالهجمات.
وبعد ساعات امتدت المشكلة لمحيط العاصمة دمشق، إذ هاجمت مجموعات عسكرية مدينتي جرمانا وصحنايا، كرد فعل على انتشار التسجيل الصوتي أيضًا.
وتحول الصدام في جرمانا إلى عمل مسلح من أبناء المنطقة ضد المجموعات التي هاجمت المنطقة، وبينما حاول الأمن العام فك الاشتباك قتل عدد من عناصره.
من جانبها قالت وزارة الداخلية السورية اليوم، الثلاثاء، إنها أطلقت تحقيقات مكثفة بشأن التسجيل الصوتي المنتشر، وأثبتت التحقيقات الأولية أن الشخص الذي نُسب له التسجيل، ليس صاحب الصوت نفسه.
ودعت الوزارة للالتزام بالنظام العام، وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات، مشيرة إلى أنها ملتزمة بمحاسبة المسؤولين.
وأعلنت وزارة الداخلية مقتل عناصر من قوى الأمن العام التابع لها في جرمانا، إثر المواجهات التي شهدتها المدينة خلال الساعات الماضية.
عقب المواجهات، أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا بيانًا استنكرت فيه التسجيل الصوتي الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويحمل إساءة للنبي محمد.
من جانبه اعتبر شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، يوسف جربوع، عبر تسجيل مصور، أن ما حصل من توتر مؤخرًا هو “فتنة تعمل عليها أطراف عديدة لها مصلحة في تقسيم سوريا”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :