ناشطون يطلقون حملة خدمية ومجتمعية في حلب

مدخل قلعة حلب التاريخية - 14 نيسان 2025 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

camera iconمدخل قلعة حلب التاريخية - 14 نيسان 2025 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

أطلق ناشطون حلبيون من سكان المدينة والمغتربين في المهجر مبادرة خدمية ومجتمعية أسموها “الوفاء لحلب”.

وتهدف الحملة، المزمع انطلاقها في 2 من أيار المقبل، إلى عقد عدة نشاطات وفعاليات خدمية ومجتمعية، لتجميل المدينة ونظافتها وتحسين الواقع الخدمي والمجتمعي.

وقال المسؤول التنفيذي لمبادرة “الوفاء لحلب”، عبد العزيز مغربي، إن النشاط الذي أطلقوه، هو “مبادرة تطوعية بنفس شعبي” يتعلق بحاجة المجتمع، لأن مدينة حلب تشهد واقعًا مجتمعيًا وخدميًا يحتاج إلى معالجة.

وأضاف مغربي لعنب بلدي، أن دور المشتركين في المبادرة سيكون المساعدة في تحسين الواقع الخدمي الاجتماعي.

وقال المنسق الإعلامي للحملة، الناشط أحمد حلاق (أبو روما)، لعنب بلدي، إن الحملة أطلقتها مجموعة من “ثوار” وناشطي مدينة حلب، بهدف تحسين الواقع الخدمي والاجتماعي نظرًا للاحتياجات الكبيرة للمدينة.

وتشمل الأنشطة، بحسب “أبو روما”، إزالة المخلفات وتنظيف الشوارع وجلسات حوارية تعنى بالسلم الأهلي والتماسك المجتمعي والاهتمام بالمرافق العامة وتحسين الظروف الخدمية وإنارة الطرقات، مشيرًا إلى أنشطة أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقًا.

وبحسب حلاق، وصل عدد المتطوعين لأكثر من 800 متطوع ومتطوعة من مختلف الفئات العمرية والاختصاصات بينهم شخصيات حلبية عامة تدعم المبادرة وقال إن العدد قابل للزيادة.

الأولوية للنظافة

ستبدأ الأعمال الأولى للمبادرة في 2 من أيار المقبل، بنزول الفرق التطوعية والمؤسسات إلى حيي صلاح الدين وكرم الجبل بشكل متزامن، لتقوم بحملة نظافة عامة بالإضافة إلى حملة توعية في الحيين وأحياء أخرى لاحقًا، بحسب مغربي.

وقال المدير التنفيذي للمبادرة، إن الأولوية بالنسبة للفريق هي ملف النظافة، بسبب قدوم فصل الصيف وما يحمله من أوبئة.

وتشمل فعاليات المبادرة، وفق مغربي، رش المبيدات وإزالة القمامة المتكدسة، ويترافق ذلك مع حملات توعية بهذا الملف.

كما يهدف مغربي إلى أن تشترك كل الفرق بانسجام كي يحصل تقاربًا اجتماعيًا أكبر، وفق تعبيره.

تنسيق مع الحكومة.. مؤتمر مرتقب

أوضح مغربي أن القائمين على المبادرة نسقوا مع الجهات الحكومية، مشيرًا إلى أنها “أثنت على الفكرة”.

وقال حلاق، إن فريق المبادرة نسق مع المؤسسات الرسمية والفعاليات المدنية ومنظمات المجتمع المدني.

وأشار القائمون على الفعالية إلى إقامة مؤتمر، الأربعاء 30 من نيسان، للشركاء والرعاة المتبرعين، وسيحضره مؤثرون وفاعلون في المجتمع الحلبي، ومنظمات مجتمع المدني.

ويعزو مغربي سبب الدعوة للمطالبة بحمل المسؤولية وتقديم شيء للمدينة، قائلًا إن القائمين على المبادرة سيقدمون خلال المؤتمر دليل احتياج لبعض الملفات اللازمة في مدينة حلب.

كما سيطالبون ضمن الفعاليات من الدول رفع العقوبات عن سوريا للخروج من الواقع الموجود، وفق تعبير مغربي.

الناشط “أبو روما” قال إن الإعلان سبق العمل، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من المشاركات.

ويعتبر تاريخ 2 من أيار إعلان بدء العمل بالمرحلة الثالثة ميدانيًا عبر فرق العمل التطوعية، والانتقال بين الأحياء حسب الجدول الموضوع، وفق “أبو روما”.

الناشط أحمد هيطلاني المقيم في مدينة اسطنبول وأحد المشاركين في المبادرة، قال إن ما دفعه هو واجب المشاركة للناشطين الذين يقيمون خارج سوريا، تجاه الأهالي في الداخل والذين كانوا “رأس حربة” في الثورة والتي انتصرت بسببهم.

ويرى هيطلاني أن من واجبه المشاركة بأي عمل يساهم بإعادة إعمار البلد اجتماعيًا واقتصاديًا، أو دعم إصلاح البنى التحتية.

ويشارك هيطلاني بدعم المبادرة إعلاميًا والترويج للفكرة والتسويق لها بالشكل الصحيح، ومحاولة جذب المزيد من المشاركين.

إلى الجانب الشق الإعلامي يشارك ماديًا، والذي اعتبره أساسيًا في دعم المبادرة من السوريين خارج البلاد، فوضعهم المادي كمغتربين يمكّنهم من الدعم المادي للمبادرة أكثر ممن هم داخلها، وتقديم الأدوات اللازمة للمتطوعين لتنفيذ المبادرة.

ولا تقتصر المشاركة على تقديم “مبالغ زهيدة”، بل بتقديم الطمأنينة لمن وصفهم بـ”أهل الجراح والدماء” بألا يشعروا بأن دماء أبنائهم ومعاناتهم على مر السنين الماضية ذهبت سدى.

عانت مدينة حلب خلال سنوات الثورة من دمار واسع جراء قصف النظام السابق للمناطق التي كانت خارج سيطرته، لا سيما الشرقية منها.

وخلال الأعوام التي امتدت ما بين 2012 وحتى آخر عام 2016، انقسمت الأحياء داخل مدينة حلب إلى قسمين، الشرقي الذي كانت تسيطر عليه المعارضة، والغربي حيث بقي النظام السابق مسيطرًا.

وعزز هذا الانقسام بين طرفي السيطرة العزلة بين المجتمع الحلبي نفسه، حتى انقطعت في السنوات الأخيرة سبل التواصل الفيزيائي بين أبناء المدينة الواحدة، وساهم فيه التهجير الذي فرضه النظام نهاية كانون الأول 2016 بعد السيطرة على المدينة بدعم روسي.

مجتمعان

بدأت “إدارة العمليات العسكرية” عملية “ردع العدوان” في 27 من تشرين الثاني 2024، وبعد عدة أيام بدأ الدخول إلى مدينة حلب، لتكون أول مدينة تسيطر عليها المعارضة ضمن المعركة التي أطاحت بحكم الأسد.

وفي 30 من تشرين الثاني، أحكمت “إدارة العمليات العسرية” السيطرة على معظم أحياء حلب، مما دفع الكثير من أهالي المدينة التي هجروا منها إلى العودة.

أظهرت عودة الهجرين إلى مدنهم نوعًا من الانقسام المجتمعي بين من بقوا تحت سلطة النظام، وبين من غادر المدينة نحو مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا أو إلى خارج البلاد.

وتسعى مبادرة “الوفاء لحلب” إلى ردم الشرخ الحاصل بين أبناء المدينة الواحدة، وتقريب فئات المجتمع ببعضها، عبر أنشطة فعاليات اجتماعية وتوعوية، بحسب المسؤول عن المبادرة، مغربي.

وقال مغربي، إن من الأمور التي تسعى في تحقيق الهدف المجتمعي أن الفرق التطوعية هي من جميع فئات وأطياف المجتمع، وأن تكون المبادرة للجميع وتقدم الخدمات للجميع أيضًا.

المشارك في المبادرة، هيطلاني، يعتقد أن المبادرة توازن بين من عاشوا تحت “قمع” النظام، وبين من خرجوا من سلطته.

وقال إن الثقافة التطوعية والعمل الجماعي كان شبه معدوم في زمن النظام السابق، مضيفًا أن هذا العمل الجماعي مفتوح أمام كل الناس.

“يجب علينا كأبناء الثورة أن نقدم كل ما نستطيع فعله تمهيدًا للاندماج، فالسوريون كانوا قبل أشهر مجتمعين مختلفين”، بحسب هيطلاني.

حملات تطوعية بعد التحرير

نشطت حركة المبادرات التطوعية الشعبية عقب سقوط النظام السوري السابق في 8 من كانون الأول 2024، لتنظيف مخلفات الحرب والارتقاء بالمستوى الخدمي بالمدن السورية.

تنوعت المشاركات المجتمعية بين حملات تنظيف الشوارع، وإزالة ما يتعلق برموز النظام السابق، من رايات أو صور، إضافة إلى توزيع طعام في المستشفيات والأماكن العامة وعلى المارة.

كما عملت بعض الفرق التطوعية على سد النقص الذي خلفه السقوط المفاجئ للنظام السوري، عبر تنظيم حركة السير، وحماية مؤسسات الدولة.

ويأمل الناشط حلاق أن تتوسع جغرافيا المبادرة لتشمل كامل الأراضي السورية لتعزيز ثقافة العمل الجماعي والفكر التطوعي ضمن النسيج السوري الواحد، وأن تشمل جوانب أخرى من الأنشطة حسب الإمكانيات المتاحة.

سوريون يتسابقون إلى مبادرات مجتمعية بعد التحرير



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة