
مسلسل “آسر”.. دراما تركية بنسخة سورية

لقي مسلسل “آسر” منذ بدء عرض حلقاته الأولى في 6 من نيسان الحالي، إقبالًا جماهيريًا كبيرًا وتفاعلًا مع أبطال المسلسل، كما حقق نسب مشاهدة عليا على منصة “شاهد” الرقمية.
يعتبر العمل النسخة المعربة من مسلسل “إيزيل” التركي الشهير، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا منذ عرضه الأول في عام 2009.
يجمع مسلسل “آسر” أبرز نجوم الدراما السورية واللبنانية، من بينهم عباس النوري وسامر المصري وباسل خياط وخالد القيش ونادين خوري ولجين إسماعيل، وزينة مكي وباميلا الكيك.
تدور قصة المسلسل حول شخصية “آسر” الذي يلعب دوره باسل خياط، الشاب الذي تعرض للخيانة من أصدقائه المقربين الذين يخططون لسرقة محل مجوهرات وإلصاق التهمة به، فيدخل السجن ظلمًا، وبعد خروجه يقرر الانتقام، ويبدأ رحلة مليئة بالتحديات والمفاجآت.
عوامل نجاح
الناقد الفني عامر فؤاد عامر، قال لعنب بلدي، إن من الواضح أن مسلسل “آسر” يحقق صدى جماهيريًا ملحوظًا، سواء من ناحية نسب المشاهدة أو التفاعل عبر “السوشيال ميديا”.
وهذا الإقبال قد يُعزى إلى عدة عوامل، منها جودة الإخراج المُتقن بصريًا، المعتمد على حركة كاميرا مدروسة، وزوايا تبرز التوتر والغموض، إضافة إلى الحبكة المشوقة.
أما عنصر التمثيل، فبطل العمل (باسل خياط) يتمتع بحضور قوي و”كاريزما” وأداء متوازن ما بين الانفعال والهدوء، كما أن العديد من الأبطال يعتبرون علامة قوية بمشاركتهم في العمل، كالفنان عباس النوري الذي يجذب المشاهد، وكذلك سامر المصري وخالد القيش وغيرهم.
ومن ناحية قصة المسلسل، فهي تحمل عناصر التشويق، من دراما نفسية وغموض، وهذا الخليط دائمًا ما يجذب جمهورًا واسعًا، بحسب عامر.
ويرى الناقد الفني أن هناك بعض الجوانب السلبية التي لمسها في المسلسل، فأحيانًا تسقط بعض الحلقات في فخ الإطالة الدرامية أو الحشو، ما يؤثر على تماسك السرد.
كما أن هناك بعض الشخصيات الثانوية التي لم تحمل عمقًا كافيًا فظهرت بشكل أقرب إلى “الكليشيهات”، بحسب عامر، الذي أضاف أن المسلسل بشكل عام محبوب جماهيريًا، ويستحق ذلك، لكن من الناحية النقدية، فإن فيه بعض النقاط التي يمكن تحسينها ليصل إلى مستوى أعلى من النضج الفني.
أداة لإعادة برمجة القيم
“الدراما المؤثرة من دون وعي نقدي تتحول من فن راقٍ إلى أداة لإعادة برمجة القيم”، بهذه العبارات تحدث الناقد الفني عامر فؤاد عامر، عن مدى ملاءمة أفكار المسلسلات التركية التي تعرض الخيانة والانتقام مثل مسلسل “آسر” وغيره مع معايير وقيم المجتمع السوري.
وأوضح عامر أن هذا النمط من المسلسلات دخل على الحياة اليومية للناس، ولقي إقبالًا واسعًا خاصة من الجيل الجديد المتأثر بـ”الميديا”.
لكن يجب ملاحظة أن النماذج المضطربة للعلاقات التي تطرحها هذه المسلسلات من حب وخيانات وغيرة مرضية وانتقام وغيرها، تسبب تشويشًا في مفهوم العلاقات الصحية والسليمة خاصة لأبناء الجيل الجديد.
بالتالي أصبح هناك خلط بين مفهوم الحب الحقيقي والوفاء، وبين التعلق والأنانية، وهذه مشكلات كبيرة قد يصل بها المرء إلى أمراض نفسية، بحسب عامر
أما المتزوجون فأصبح انهيار العلاقة بناء على ما تصدره هذه المسلسلات أمرًا مسلّمًا به وهنا تكمن الخطورة، “ليس من المعقول أن يصل المتلقي إلى فكرة أن أي إنسان يجب أن يخون”، يقول عامر، وبالتالي حالة الشك أصبحت مدمرة للعلاقات المستقرة.
وبيّن الناقد الفني أن المشكلة لا تتعلق بمسلسل “آسر” فقط، بل بغياب التوجه الإعلامي والوعي في تصدير الأفكار، لأن مثل هذه الأفكار التي تتناولها مسلسلات النسخ المعربة تدخل على أدمغة وعقول الجميع، وبالتالي هناك أشخاص ليست لديهم خبرة حياتية فيتأثرون بما يعرض بشكل أكبر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :