ولادة توأم سيامي في رأس العين

عنب بلدي – رأس العين

شهدت مدينة رأس العين شمالي غربي الحسكة حالة طبية نادرة، تمثلت بولادة توأم سيامي ملتصق بمنطقة البطن والصدر.

حالة الولادة تمت في 23 من نيسان الحالي، وضمن ظروف صعبة، داخل مستشفى “الجزيرة” الخاص، الذي يوجد فيه طبيب فقط باختصاص النسائية.

ويتشارك التوأم الملتصق بعض الأعضاء الحيوية، ما استدعى نقلهما بشكل عاجل إلى تركيا لتلقي الرعاية الطبية المتقدمة، وسط جهود حثيثة من الكوادر الطبية لضمان بقائهما على قيد الحياة.

بعد نقلهما إلى تركيا، توفي التوأم بسبب فشل في الأعضاء الحيوية، نتيجة مشاركتهما الكبد والقلب، ما تسبب بحدوث قصور وظيفي مبكر نتيجة الضغط المزدوج على تلك الأعضاء.

ما التوأم السيامي؟

التوائم الملتصقة هي توائم تُولد بجسدين متصلين جسديًا، وتحدث هذه الحالة مرة واحدة من كل 50000 إلى 60000 ولادة، وحوالي 70% من التوائم الملتصقة تكون إناثًا، ومعظمها يولد ميتًا.

وتكون حوالي 75% من التوائم الملتصقة ملتصقة جزئيًا على الأقل في الصدر، وتتشارك أعضاء. وإذا كانت لديهم مجموعات أعضاء منفصلة، ​​تكون فرص الجراحة والنجاة أكبر منها إذا كانوا يتشاركون الأعضاء نفسها. وكقاعدة عامة، لا يمكن فصل التوائم الملتصقة ذات القلب المشترك.

التوأم السيامي حالة طبية تنشأ نتيجة انقسام غير مكتمل للبويضة المخصبة بعد حوالي 13 إلى 15 يومًا من التلقيح، حيث في الأحوال الطبيعية تنقسم البويضة إلى جنينين منفصلين، لكن في بعض الحالات يتوقف هذا الانقسام قبل اكتماله، ما يؤدي إلى تشكل جنينين ملتصقين في مناطق مختلفة من الجسم.

وتعتبر هذه الحالة من أكثر التحديات الطبية تعقيدًا، إذ يتطلب فصل التوأم جراحة دقيقة تعتمد على مدى تداخل الأعضاء المشتركة وإمكانية الحفاظ على حياة كل منهما بعد العملية.

أول حالة في رأس العين

مدير مكتب الصحة في المجلس المحلي برأس العين، خليل الظاهر، قال لعنب بلدي، إن مدينة رأس العين لم تسجل سابقًا أي حالة لتوأم سيامي.

وأوضح الظاهر أن الحالة اكتُشفت بعد إجراء عملية قيصرية لامرأة في المدينة، حيث تبيّن أن الطفلين ملتصقان من منطقتي البطن والصدر، ما استدعى تحويلهما إلى تركيا لإجراء الفحوصات اللازمة ومراقبة حالتهما الصحية.

وأشار إلى أنه بعد استقرار حالتهما، كان مقررًا إجراء عملية دقيقة للفصل بينهما من قبل أطباء أتراك أو أطباء من المملكة العربية السعودية المتعاقدين مع منظمات طبية في أنقرة، لكن التوأم توفي بسبب حدوث قصور وظيفي مبكر نتيجة الضغط المزدوج على تلك الأعضاء.

وتعتمد عملية فصل التوأم السيامي على درجة تعقيد التلاصق بين الأعضاء، مثل الحالات التي تكون فيها الأعضاء مفصولة بشكل كافٍ، وتتراوح نسبة نجاح العملية بين 70 و90% وفقًا للخبرات الطبية الحديثة.