دمشق.. “طوابير” للحصول على جواز السفر

فرع الهجرة والجوازات في المرجة دمشق 20 نبسان (عنب بلدي/بيسان خلف)

camera iconفرع إدارة الهجرة والجوازات في المرجة بدمشق - 20 نبسان (عنب بلدي/بيسان خلف)

tag icon ع ع ع

على باب فرع إدارة الهجرة والجوازات في منطقة البرامكة بالعاصمة دمشق، ينتظر علي دروبي دوره منذ أربعة أيام حتى نهاية الدوام الرسمي ليعود باليوم التالي للوقوف في “طابور” تسليم جوازات السفر.

“عادت الطوابير إلى الهجرة”، يقول علي طالب الدراسات العليا، والذي يحتاج إلى جواز السفر من أجل التقدم إلى منحة دراسية في بلغاريا.

حال علي دروبي لا يختلف عن حال باقي المراجعين هناك، الذي يقفون في “طابور” أمام نافذة استلام الجوازات، يتنظرون موظفي الهجرة لينادوا أسماءهم.

وبعد شهرين من الانخفاض في أعداد المراجعين على أبواب إدارات الهجرة في العاصمة دمشق، عاد الازدحام والانتظار في “الطابور” مجددًا.

انتظار ورسوم مرتفعة

“هل يعقل أن أدفع مبلغ ثمانية ملايين و500 ألف مقابل أربعة جوازات سفر، وأنتظر أيضًا”، تساءل ربيع معروف.

ربيع اضطر لإصدار جوازات سفر لعائلته المكونة من طفلين وزوجته، بعد أن حصل على فرصة عمل في الأردن.

وبسبب ازدحام المراجعين في فروع الهجرة بمنطقتي البرامكة والمرجة، ما زال ربيع ينتظر دوره في الحصول على جواز السفر منذ ثلاثة أيام، إذ ينتظر حتى يمر يوم دوام كامل، ولا يأتي دوره في الاستلام، فيضطر لمراجعة الهجرة في اليوم التالي.

ومنذ سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، اعتمدت إدارة الهجرة على استصدار جوازات السفر وفق الدور “الفوري” حصرًا.

وتبلغ رسوم الجواز الفوري داخل سوريا مليونين و10 آلاف و700 ليرة سورية، ما يعادل 200 دولار أمريكي.

“طوابير” عند التقديم والاستلام

يعود سبب وجود “الطوابير” في مبنى إدارة الهجرة إلى انتظار المراجعين دورهم في استلام جواز السفر، إضافة إلى تقديم الأوراق ورقيًا لإدار الهجرة بعد التسجيل على الجواز عبر المنصة الإلكترونية.

ويتم التقديم على جواز السفر داخل سوريا وفق نظام جواز السفر “الفوري”، عبر المنصة وتحميل الأوراق المطلوبة، وعند تحديد الموعد، يتوجه المواطن إلى فرع الهجرة والجوازات، لتسليم الأوراق التي تم رفعها إلكترونيًا، ومن ثم تحدد إدارة الهجرة موعدًا لاستلام جواز السفر.

ومن المفترض أن يحصل المواطن على جواز السفر السوري بعد انتظار لمدة يومين.

منصة حجز جوازات السفر تابعة لوزارة الداخلية، ويقدم عليها المواطنون لحجز دور من أجل الحصول على جواز السفر، إذ يتم تحميل الوثائق الرسمية ودفع الرسوم المترتبة على إصدار الجواز إلكترونيًا، عن طريق مكاتب خاصة، أو “سماسرة” تمتهن حجز أدوار على المنصة.

بسبب الضغط

مدير إدارة الهجرة والجوازات، وليد عرابي، أوضح أن الازدحام بدأ بعد إجارة عيد الفطر، بسبب عودة الكثير من المغتربين إلى سوريا، ما أدى إلى زيادة الطلب على معاملات إصدار جواز السفر.

وأشار عرابي، خلال حديث لعنب بلدي، إلى أن الهجرة تشهد ضغطًا كبيرًا بما يخص معاملات استصدار جوازات السفر، رغم تفعيل الجواز “الفوري” فقط.

وأكد عرابي أن الهجرة لديها تدابير وخطط لتجنب الازدحام، منها إنشاء مراكز إضافية لاستصدار جوازات السفر.

وتعمل إدارة الهجرة على إعادة تفعيل مبنى الإدارة الرئيس في منطقة الزبلطاني بالعاصمة دمشق، وفقًا لعرابي.

وتعرض مبنى إدارة الهجر الرئيس للحرق والتخريب من قبل مجهولين صبيحة سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024.

دراسة لإلغاء الدور “العادي”

كشف مدير إدارة الهجرة والجوازات، وليد عرابي، لعنب بلدي، أن إدارة الهجرة تدرس إمكانية إلغاء خدمة جواز السفر “العادي”، والبدء بتخفيض رسوم جواز السفر “الفوري” داخل سوريا.

وأكد عرابي أن هذه الخطوات ستأتي بعد أن تشهد إدارة الهجرة انخفاضًا في عدد المراجعين، وتخفيف العبء على الهجرة، إضافة إلى تخفيض رسوم جوازات السفر للمغتربين، والتي تعد مرتفعة جدًا مقارنة مع الرسوم داخل سوريا.

وحافظت وزارة الداخلية على نفس رسوم التسجيل السابقة داخل سوريا وخارجها، ‏حيث بلغت تكلفة استخراج الجواز “العادي” داخل سوريا 312700 ليرة سورية، ويصدر خلال ‏مدة تتراوح بين 30 و45 يومًا.

وبلغت تكلفة جواز السفر “المستعجل” ‌‏432700 ليرة، ويصدر خلال 15 يومًا، أما جواز السفر “الفوري” فتبلغ ‌تكلفته نحو مليوني ليرة، ويصدر خلال يومين.

في حين بلغت تكلفة جواز السفر ‏العادي للمقيمين خارج سوريا 300 دولار، والمستعجل بقيمة 800 دولار.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة