ما دلالات استئناف السفارة اليمنية أعمالها في دمشق

  • 2025/04/26
  • 8:47 م
الرئيس السوري الانتقالي في سوريا أحمد الشرع يلتقي رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي - 4 آذار 2025 (مجلس القيادة الرئاسي اليمني/ فيس بوك)

الرئيس السوري الانتقالي في سوريا أحمد الشرع يلتقي رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي - 4 آذار 2025 (مجلس القيادة الرئاسي اليمني/ فيس بوك)

تعود السفارة اليمنية التابعة لحكومة عدن (المعترف بها دوليًا) لتستأنف عملها بشكل رسمي في دمشق، غدًا الأحد 27 من نيسان.

وأعلنت الخارجية اليمنية، في بيان رسمي، نُشر اليوم السبت، استئناف عمل سفارة اليمن في سوريا، تنفيذا لتوجيهات وزيري خارجية البلدين، واستنادا إلى العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بينهما.

وكلفت الوزارة المستشار محمد عزي بعكر قائمًا بالأعمال بالنيابة.

واعتبرت الوزارة أن “عودة السفارة لمزاولة مهامها بعد أن سيطرت المليشيات الحوثية الإرهابية عليها منذ العام 2016، بدعم من النظام السوري السابق، يمثل لحظة تاريخية ودبلوماسية فارقة في علاقات البلدين والشعبين الشقيقين”، وفق البيان.

وأعربت الخارجية اليمنية عن تطلعها، إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين اليمن وسوريا، من خلال إعادة افتتاح السفارة، بما يمهد لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

ما دلالات العودة

الرئيس التنفيذي لـ “الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين”، محمود الطاهر، قال إن إعادة افتتاح السفارة اليمنية التابعة للحكومة الشرعية في دمشق بعد تسع سنوات من سيطرة “الميليشيات الحوثية” عليها، يمثل خطوة دبلوماسية مهمة تعكس تحولات جيوسياسية لافتة.

وفي حديث لعنب بلدي، اعتبر الطاهر أن عودة السفارة تؤكد “استعادة الشرعية لجزء مهم من حضور اليمن في الساحة الدولية، خصوصًا في ظل سعي الحكومة إلى تعزيز علاقاتها مع مختلف الدول العربية، وخصوصًا سوريا الجديدة الي أزاحت أيضًا السيطرة الإيرانية”.

وبحسب الطاهر، فإنه طوال السنوات الماضية، كانت السفارة في دمشق رمزًا لواقع الانقسام الذي فرضته “المليشيا الحوثية” المدعومة من إيران، وقد استخدمت السفارة لخدمة أجندات خارجة عن الإرادة الوطنية اليمنية، على حد تعبيره.

إلى ذلك يعتقد الدبلوماسي السوري السابق، بشار الحاج علي، أن هذه الخطوة تمثل إشارة سياسية مهمة بأن سوريا الجديدة تتجه نحو الانفصال عن سياسة المحاور، والانخراط من جديد في محيطها العربي الرسمي والشعبي، استنادًا إلى مواقف تعزز الأمن العربي المشترك.

الحاج علي، قال لعنب بلدي، إن هذه الخطوة “ليست عادية” ولا تأتي في سياق شكلي، بل تعكس توجهًا سوريًا جديدًا لإعادة التموضع ضمن الفضاء العربي بعيدًا عن المحور الإيراني.

وتؤكد استعداد الإدارة السورية الجديدة للانسجام مع أولويات الأمن العربي، بما في ذلك الابتعاد عن دعم الميليشيات العابرة للحدود، بحسب الدبلوماسي السوري، كما أن إعادة العلاقات مع الحكومة اليمنية الشرعية تحمل رسالة سياسية بأن دمشق باتت أكثر انفتاحًا على النظام العربي الإقليمي، بما يعزز فرص الاستقرار ويعيد سوريا إلى دورها الطبيعي.

دعم مقبل؟

وبحسب الحاج العلي، فإن دول الخليج ستقرأ هذا التطور على أنها إشارة إيجابية إلى أن دمشق ابتعدت فعليًا عن النفوذ الإيراني، وبناء عليه، قد نشهد دعمًا سياسيًا أوسع لسوريا الجديدة، يوازيه تحريك تدريجي لمشاريع دعم اقتصادي تهدف إلى تعزيز استقرارها الداخلي.

غير أن هذا الدعم سيظل مشروطًا ومقيدًا برفع العقوبات، بحسب الحاج علي، ويقع على عاتق الإدارة الجديدة اتباع سياسات وممارسات واضحة ومستدامة تظهر الاستجابة للمتطلبات الداخلية و تتسق مع السيادة السورية وتؤكد استمرارية سوريا في هذا المسار العربي، بعيدًا عن سياسات الاصطفاف السابقة.

وفي 30 من كانون الأول 2024، أجرى وزير الخارجية اليمني شائع محسن الزنداني، اتصالًا بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وخلال الاتصال، أكد الزنداني على أهمية تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين، ووقوف الحكومة اليمنية إلى جانب الحكومة السورية الجديدة وتهانيها للشعب السوري بمناسبة انتصاره، وفقًا لما قالت الخارجية اليمنية، حينها.

وأشار الوزير الزنداني، إلى أن الحكومة اليمنية ستعمل على إعادة فتح سفارتها في دمشق في أقرب وقت ممكن لتعزيز العلاقات والتواصل المباشر بين البلدين.

من جانبه أكد وزير الخارجية السوري اهتمام بلاده بالعلاقات الأخوية مع اليمن وأهمية العمل على إحياءها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين.

صراع السفارة

وزير الخارجية اليمني السابق، أحمد عوض بن مبارك، أعلن في 11 من تشرين الأول 2023، تسليم حكومة النظام السوري السفارة اليمنية في دمشق، إلى الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا عوضًا عن الممثل التابع لـ “الحوثيين”.

قال بن مبارك لموقع “إندبندنت عربية“، حينها، أن وزير الخارجية السوري السابق، فيصل المقداد، أبلغه بأنهم أخرجوا الحوثيين من مبنى السفارة اليمنية في دمشق”.

وأضاف أن “هذا الأمر جاء ثمرة لقاءاتنا الأخيرة مع الأشقاء السوريين في مصر والسعودية”، في إجراء يشير للدور السعودي في إعادة العلاقات بين النظام والدول العربية.

وعن الإجراء الحكومي المنتظر أكد الوزير اليمني أن حكومته “مستعدة فورًا لتعيين بعثة دبلوماسية هناك في الفترة المقبلة”.

وتدعم السعودية الحكومة الشرعية باليمن ضد جماعة “الحوثيين” المدعومة من إيران، والتي تسيطر على عدة مدن رئيسة مثل العاصمة صنعاء.

ونتيجة لفقدانهم “الشرعية الدولية”، كان “الحوثيون”، المدعومون من إيران، لا يمتلكون أي تمثيل دبلوماسي خارجي إلا في إيران وسوريا.

واعترف المدير في وزارة المالية التابعة لـ “الحوثيين”، خالد العراسي، بإبلاغ السلطات السورية ممثلي الجماعة بإخلاء السفارة اليمنية في دمشق، معتبرًا ذلك فشلًا في “الاختبار الوحيد للتمثيل في العلاقات الدولية”.

وكان اليمن ضمن الدول العربية التي قاطعت النظام السوري السابق دبلوماسيًا، بعد عام 2011، فيما زادت حالة القطيعة بين البلدين عقب تدخل التحالف بقيادة السعودية باليمن في آذار 2015، بعد وقوف النظام مع “الحوثيين”، وإقامته علاقة دبلوماسية مع جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، التي عيّنت سفيرًا لليمن بدمشق، في آذار 2016.

وعيّنت جماعة “الحوثيين” القيادي في حزب “البعث اليمني” (جناح سوريا)، نايف أحمد القانص، سفيرًا لها بدمشق، الذي شغل منصب نائب رئيس “اللجنة الثورية العليا”.

وفي تشرين الثاني 2020، أعلنت الجماعة تعيين الإعلامي عبد الله علي صبري سفيرًا لها في دمشق خلفًا للقانص، لترد الحكومة اليمنية بإعلانها بدء ملاحقة ثلاثة من قيادات من الجماعة تتهمهم بـ”انتحال صفات دبلوماسية في إيران وسوريا”، منهم السفيران السابقان.

مقالات متعلقة

  1. دمشق تسلم سفارة اليمن للحكومة الشرعية وتبعد "الحوثيين"
  2. ما وراء تسليم سفارة اليمن في دمشق للحكومة الشرعية
  3. سفارة اليمن بدمشق.. اختبار لتأثير إيران والتقارب مع العرب
  4. الإعلام السوري يتجاهل لقاء المقداد مع اليمني ابن مبارك

سوريا

المزيد من سوريا