سلمت روسيا دفعة من القمح إلى سوريا لأول مرة منذ سقوط النظام السوري، عبر ميناء اللاذقية السوري، قبل نحو أسبوع، لكنها كانت دفعة استثنائية، لم تأتِ في إطار مخطط لاستئناف توريد القمح الذي علّقته موسكو سابقًا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس)، اليوم السبت 26 من نيسان، عن تاجر كان ينظم إمدادات الحبوب الروسية إلى سوريا في عهد النظام السابق أن سفينة “بولا مارينا” نقلت 6600 طن من القمح إلى ميناء اللاذقية السوري قبل أسبوع.
التاجر الذي لم تسمّه الوكالة، قال إن شركة روسية هي من نظّمت عملية التسليم.
وأضاف أن الشركة “لم تكن منخرطة سابقًا” في استيراد الحبوب الروسية إلى سوريا، وقال “لا يوجد أي حديث عن استئناف إمدادات الحبوب المنتظمة من روسيا إلى سوريا حاليًا”، معتبرًا أن عملية النقل هذه كانت “استثنائية”.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير المؤسسة العامة للحبوب، حسن العثمان، إن الباخرة نفسها جرى استيرادها عبر شركة “الجود التجارية” الخاصة.
وأضاف أن المؤسسة العامة للحبوب، وقّعت عقد استيراد 100 ألف طن من القمح وهي قيد التوريد، دون الإفصاح عن جهة الاستيراد.
وبحسب العثمان، جرى أيضًا قبل عدة أيام فض عروض لمناقصة استيراد لذات الكمية، دون توضيح أي معلومات أخرى عن جهة الاستيراد.
وفي 20 من نيسان الحالي، أعلنت “الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية” استقبال أول باخرة محملة بالقمح منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وذكرت “الهئية” حينها، أن أول باخرة محملة بالقمح بعد سقوط الأسد وصلت إلى مرفأ اللاذقية، وعلى متنها 6600 طن من القمح.
واعتبرت أن هذه الخطوة تشكل “مؤشرًا واضحًا على بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي في البلاد”.
وتعد روسيا المصدر الأكبر للقمح للعالم، وزودت النظام السوري السابق بالقمح من خلال ترتيبات مالية ولوجستية، لتجاوز العقوبات الغربية على روسيا والنظام.
من جانبها، أبدت أوكرانيا استعدادها لتزويد سوريا بالقمح، بعد تعليق روسي لإمدادات القمح حتى إشعار آخر.
وفي 13 من كانون الأول 2024، أي بعد أيام من سقوط الأسد، علقت روسيا تصدير القمح إلى سوريا حتى إشعار آخر، بسبب “عدم اليقين بشأن السلطة الجديدة”، ولتأخير سداد المستحقات المالية السابقة.
وكانت شركة “STG Engineering” الروسية أوقفت تصدير القمح إلى سوريا، لكنها أبدت استعدادها لاستئناف التصدير بعد التواصل مع حكومة دمشق المؤقتة.
وقال المدير العام للشركة، ديمتري تريفونوف، لوكالة “تاس” الروسية، في 30 من كانون الأول، إن الشركة أوقفت التصدير إلى سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد المخلوع، لكنها مستعدة لاستئنافها بعد إقامة اتصالات مع السلطات الجديدة.