تأخير الرواتب يربك الموظفين في تل أبيض ورأس العين

  • 2025/04/23
  • 10:50 ص
تأخير صرف رواتب الموظفين يربك العائلات في رأس العين وتل أبيض - 12 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

تأخير صرف رواتب الموظفين يربك العائلات في رأس العين وتل أبيض - 12 تشرين الثاني 2024 (عنب بلدي)

لم يتقاضَ الموظفون في رأس العين وتل أبيض رواتبهم عن آذار الماضي، ما خلق موجة استياء وسط ضغوط اقتصادية ومعيشية متزايدة، وتسبب بشلل شبه كامل في الحركة التجارية.

تأخير صرف الرواتب دخل يومه الثامن اليوم، الأربعاء 23 من نيسان، إذ اعتاد الموظفون في المدينتين تسلّم رواتبهم شهريًا عبر المجالس المحلية، بدفع مباشر من ولاية أورفا التركية، التي اعتادت تحويل الرواتب بانتظام منتصف كل شهر.

ويقدر عدد الموظفين في تل أبيض ورأس العين، وفقًا لإحصائية حصلت عليها عنب بلدي، بحوالي 5450 موظفًا في القطاع الحكومي، موزعين بين التعليم، والشرطة، والمجالس المحلية، والمستشفيات.

إلى الاستدانة

بعد تأخر صرف الرواتب، اضطر مئات الموظفين العاملين في المجالس المحلية والشرطة المدنية إلى الشراء بالدَّين أو الاعتماد على مساعدات الأقارب.

اعتاد عز الدين (36 عامًا) من مدينة تل أبيض والذي يعمل في الشرطة المدنية، تسلّم راتبه في اليوم الـ15 من كل شهر، لكن التأخير دفعه إلى استدانة مبلغ 400 ألف ليرة سورية لتسديد جزء من ديونه.

استدان الشرطي حتى يدفع لصاحب “البقالية”، ويقبل الأخير فتح صفحة ديون جديدة.

وقال عز الدين لعنب بلدي، إن عددًا من الموظفين تواصلوا مع مسؤولين في تل أبيض للاستفسار عن سبب تأخر الرواتب، لكنهم لم يتلقوا أي توضيح، ما زاد من قلقهم بشأن مستقبلهم الوظيفي.

تعمل منى كريم (36 عامًا)، في مركز الخياطة في رأس العين، وتتسلم مبلغًا قدره 4700 ليرة تركية، أي ما يعادل 1.3 مليون ليرة سورية مقابل عملها في المركز.

وأوضحت منى أن هذا الشهر هو الثاني على التوالي الذي يتأخر فيه الراتب في رأس العين، حيث تأخر الشهر الماضي لمدة ثلاثة أيام، وذلك بسبب مشكلة في جدول الرواتب بحسب ما تم إبلاغها، لكن الوضع اختلف هذا الشهر، من دون معرفة توقيت الصرف وإمكانيته.

شلل في الأسواق

بعد تراجع الزراعة والثروة الحيوانية في المنطقتين، اعتمدت أسواق رأس العين وتل أبيض بشكل أساسي على رواتب الموظفين، ومع تأخر صرف الرواتب، دخلت الأسواق في حالة من الركود والضعف، ما أثر سلبًا على النشاط التجاري.

مورد المواد الغذائية والخضار لتل أبيض علاء حسين قال لعنب بلدي إنه منذ أسبوع، عقب تأخر صرف رواتب موظفي القطاع العام، انخفض الطلب بنسبة 65% على المواد الأساسية في تل أبيض.

وأوضح أنه كان يدخل يوميًا بين الأربع والخمس شاحنات محملة بالمواد الغذائية والخضار لتل أبيض عبر المعبر التركي.

وأضاف أنه منذ 15 من نيسان الحالي، لم يدخل سوى شاحنة واحدة في اليوم ويتم تصريفها بصعوبة نتيجة عدم وجود سيولة بيد السكان.

وأشار إلى أن استمرار تأخر الرواتب أو انقطاعها سبب له وللتجار خسائر مالية، خصوصًا أنهم ملتزمون بشحنات يومية من الطرف التركي إلى مدينة تل أبيض.

ما سبب تأخر صرف الرواتب

تدار مدينتا رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا عبر مجالس محلية بإشراف من قبل تركيا، وتدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفة التركية، ويشرف المجلس المحلي في المدينة على تنفيذ المشاريع الخدمية.

وينطبق الأمر على المجالس المحلية في ريفي حلب الشمالي والشرقي، مع فرق الارتباط بولايات تركية غير ولاية أورفا.

مصدر مسؤول في رأس العين قال لعنب بلدي، إن رواتب المجلس المحلي تُصرف بشكل شهري ومنتظم بالتنسيق بين المجلس المحلي وولاية أورفا.

وأوضح أن صرف الرواتب تأخر في الشهر الماضي لمدة ثلاثة أيام، وفي الشهر الحالي لمدة ثمانية أيام، كان بسبب مشكلة في آلية صرف الرواتب من قبل مكتب تنسيق الدعم السوري (Sudkom) ومقره في ولاية أورفا.

وأضاف المصدر أن المجلس المحلي على تواصل مع الولاية لحل هذه المشكلة في أقرب وقت، مشيرًا إلى أن المجلس تلقى وعدًا من الولاية بصرف الرواتب في الأيام القليلة المقبلة وتسليمها للموظفين.

وتعد الليرة السورية العملة الأساسية المتداولة في المدينتين، لكن الواقع الاقتصادي المضطرب أرهق الأهالي، ما جعل تأمين احتياجاتهم اليومية أمرًا بالغ الصعوبة.

أما الليرة التركية، ورغم محدودية استخدامها، فهي في المرتبة الثانية من حيث التداول في رأس العين وتل أبيض، ويُعزى ذلك إلى قرب المدينتين من الحدود التركية وتسلّم الموظفين رواتبهم بالليرة التركية بشكل شهري، بينما يأتي الدولار الأمريكي في المرتبة الثالثة.

اقرأ أيضًا: رأس العين.. ثلاث عملات تعقّد حركة التجارة وترهق السكان

مقالات متعلقة

  1. ريف حلب.. زيادة على رواتب الموظفين بنسبة 75%
  2. مارع.. عناصر "الجيش الوطني" يحتجون على تأخير رواتبهم
  3. حتى نهاية تشرين الأول الحالي.. "محلي" رأس العين يمدد مهلة تسجيل المركبات
  4. ما الخدمات التي تقدمها مراكز "PTT" في الشمال السوري

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية