
تتنوع الأعمال بين إصلاح الملابس وخياطة أخرى جديدة - 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)
تتنوع الأعمال بين إصلاح الملابس وخياطة أخرى جديدة - 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)
اتجهت العديد من النساء إلى تعلم مهنة الخياطة والعمل بها في مدينتي رأس العين وتل أبيض، بهدف تأمين مصدر دخل يساعدهن بسد احتياجات أسرهن، وسط غياب فرص العمل وغلاء المعيشة.
وفي أحياء المدينتين، اللتين ما تزالان تحت سيطرة “الجيش الوطني” وتحيط بهما “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرقي سوريا، انتقلت مهنة الخياطة من الورش والمحال إلى المنازل، حيث تعمل العديد من النساء لساعات طويلة لتلبية الطلبات.
وتتنوع الأعمال بين إصلاح الملابس وخياطة أخرى جديدة، في محاولة لتأمين احتياجات العائلة ومساندة الرجال، في وقت تتراوح فيه الأجور اليومية للعمال بين 80 و100 ألف ليرة سورية.
بدأت عزيزة المسلط من مدينة تل أبيض شمالي الرقة، بممارسة مهنة الخياطة من منزلها بعد أن فقد زوجها عمله في مجال الإنشاءات، وأصبح من الصعب العثور على مصدر دخل ثابت للأسرة.
في البداية، كانت تجربتها محدودة، لكن مع مرور الوقت توسع العمل وأصبح أكثر انتظامًا، لتصبح الخياطة مصدر دخل رئيس للأسرة.
وذكرت أن مهنة الخياطة أصبحت الخيار الأمثل لها، في ظل قلة فرص العمل المتاحة للرجال في المنطقة، ما جعلها تعتمد على هذه الحرفة بشكل كامل لتأمين احتياجات عائلتها.
بعد فقدان والد رنيم العزيز عمله كسائق على سيارة نقل في رأس العين، واجهت العائلة تحديات مالية، ما دفعها للبحث عن وسيلة لتأمين دخل ثابت.
قررت رنيم تعلم الخياطة من خلال دورة تدريبية في المركز الثقافي في رأس العين، وبعدها استطاعت شراء ماكينة بالتقسيط، ومع مرور الوقت، صارت هذه المهنة جزءًا أساسيًا من دخل عائلتها.
وذكرت أنها بدأت بتعليم شقيقتها الأصغر منها الخياطة لكي تساعدها في عملها، خاصة بعدما أصبحت معروفة في المدينة وزاد الإقبال عليها بشكل ملحوظ.
انتقلت مهنة الخياطة من الورش والمحال إلى المنازل في مدينتي رأس العين وتل أبيض – 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)
تعد مهنة الخياطة في رأس العين وتل أبيض مهنة جديدة للعديد من النساء، بمثابة وسيلة لتأمين دخل ثابت في ظل قلة فرص العمل، ومع تزايد الإقبال على تعلم هذه الحرفة صارت الخياطة خيارًا عمليًا لتلبية احتياجات العائلات.
صاحبة ورشة خياطة الملابس في مدينة تل أبيض، سمراء مراد، قالت لعنب بلدي إن الإقبال على تعلم الخياطة في ورشتها شهد زيادة ملحوظة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأضافت أنها أطلقت عدة دورات تدريبية مدفوعة لتعليم الخياطة في ورشتها، وذلك استجابة لارتفاع الطلب من النساء اللواتي يسعين لتعلم الحرفة، إما لمساعدة عائلاتهن أو لتأمين دخل أساسي لهن.
وأشارت إلى أن كل دورة تستقطب ما لا يقل عن 25 امرأة، يبدأن تعلم الخياطة بهدف تطوير مهاراتهن وتحقيق الاستقلال المالي.
اتجهت العديد من النساء إلى تعلم مهنة الخياطة والعمل بها في مدينتي رأس العين وتل أبيض – 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)
مدير مركز التعليم الشعبي في المجلس المحلي في رأس العين، مهاب الدندن، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن المركز أطلق عدة دورات مجانية لتعليم الخياطة للنساء منذ خمس سنوات.
وأضاف أن الهدف من هذه الدورات توفير فرص عمل للنساء ودمجهن في سوق العمل في رأس العين، لافتًا إلى أن المركز وبدعم من المجلس المحلي، وفر العديد من فرص العمل للنساء اللواتي أكملن الدورة واجتزن الاختبارات العملية.
وذكر أن الدورة الحالية تضم 17 امرأة يتعلمن الخياطة بجميع تفاصيلها وبشكل مجاني، وبعد انتهائها سيتم افتتاح دورة ثانية مباشرة للراغبات في تعلم مهنة الخياطة.
وأشار إلى أن المركز أقام 11 دورة تدريبية خلال السنوات الخمس السابقة، تم خلالها تخريج 127 امرأة.
تقدم مراكز ومنظمات دورات مجانية لتعليم الخياطة في مدينتي رأس العين وتل أبيض – 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)
وتعتمد تل أبيض ورأس العين بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان. كما أثر ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة في قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، وأسهم كل ما سبق في ضعف القدرة الشرائية للسكان.
وتحاول السيدات والفتيات دعم عائلاتهن ماليًا عبر أعمال منزلية، وسط عقبات اجتماعية ومشكلات يواجهنها في المدينتين، منها انتشار ظاهرة زواج الفتيات مبكرًا حيث تلعب العادات والتقاليد وطبيعة المنطقة العشائرية دورًا كبيرًا في تشجيع تزويج الفتيات في سن مبكرة، ما يحرمهن من التعليم والعمل.
وتُعزى هذه الظاهرة إلى عدة أسباب، منها الوضع الاقتصادي المتردي، والجهل بأهمية التعليم، إلى جانب تأثير الأعراف الاجتماعية التي تعتبر الزواج المبكر وسيلة للحفاظ على “شرف الأسرة”.
اقرأ أيضًا: الزواج المبكر للفتيات.. ظاهرة تزداد في رأس العين وتل أبيض
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى