بدأ نهر “الفرات” في مدينة دير الزور يشهد حوادث غرق مع ارتفاع درجات الحرارة وتوجه الأهالي للسباحة فيه، وسط مخاوف من استمرار تلك الحوادت وتوصيات بالحذر والحيطة.
خلال السنوات الماضية، لم تتوقف حوادث الغرق في “الفرات”، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الإقبال على السباحة، تحول النهر إلى مصدر للخطر يهدد حياة الكثيرين، خاصة الأطفال والشباب.
منذ مطلع نيسان الحالي، سجلت فرق “الدفاع المدني السوري” حالتي غرق في نهر “الفرات” في محافظة دير الزور، وفق توضيح من “الدفاع المدني” لعنب بلدي.
في 4 من نيسان، قضى طفل (15 عامًا) غرقًا بمياه النهر خلال محاولته السباحة بالقرب من منتزه، بحسب ما قاله محمد النجرس أحد سكان دير الزور.
وطالب محمد وأهالٍ قابلتهم عنب بلدي الجهات المعنية بتوفير أماكن مخصصة للسباحة ومنع الاقتراب من النهر، خاصة في وقت الظهيرة حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها.
وقال مراسل عنب بلدي، إن غالبية الأهالي يلجؤون إلى نهر “الفرات” في هذه الأوقات، هربًا من الحرارة المرتفعة.
المسؤول بفرق البحث والإنقاذ في “الدفاع المدني السوري”، ياسر ننه، قال إن فرق “الدفاع” بالتعاون مع فوج إطفاء دير الزور انتشلت جثتين خلال نيسان الحالي.
وأضاف لعنب بلدي أن السباحة في نهر “الفرات” خطرة لوجود تيارات مائية وأعشاب، وهذا يشمل أيضًا الأشخاص المتمرسين على السباحة، فمعظم الأنهار والمسطحات المائية في سوريا خطرة.
وأكد ننه خطورة محاولة إنقاذ أي شخص دون وجود آلات وفرق مختصة وأشخاص متمرسين على السباحة، فقد تتحول محاولة الإنقاذ لمأساة، وهو أمر حدث في عدة مناطق.
وأشار إلى أن فرق “الدفاع المدني” تهيب بالأهالي للانتباه إلى مكان السباحة “حتى لا تتحول لحظة الفرح للحظة حزن”.
ويعد نهر “الفرات” مصدرًا للمياه ومقصدًا للسياحة في محافظة دير الزور، لكنه يحمل أيضًا مخاطر بسبب تياراته القوية وعمقه المتفاوت.
وتتكرر حوادث الغرق في نهر “الفرات” وقنوات الري المتفرعة عنه في كل عام منذ حلول فصل الصيف وحتى انتهائه، في المناطق التي يعبرها النهر في محافظة دير الزور.
ورغم الحديث المتكرر عن حالات الغرق في نهر “الفرات”، يرى سكان المدن والقرى الممتدة على جانبي النهر أنهم مرتبطون بنشاط السباحة بالنهر في كل فصيل صيف، وفق ما قاله شبان ينحدرون من مدينة الرقة في حديث سابق لعنب بلدي.
ويرى شبان من الرقة أن كثرة حالات الغرق في المحافظة تعود لرمي “الإدارة الذاتية” الأنقاض على شاطئ النهر، ما جعل من المناطق التي يرتادها الشباب للسباحة أكثر عمقًا.
وفي الوقت نفسه، ينتقد بعض الشباب غياب جهود الإنقاذ والاستجابة لحالات الغرق على ضفة نهر “الفرات”.