عنب بلدي – مارينا مرهج
قال مدير مديرية النقل في دمشق، مأمون عبد النبي، لعنب بلدي، إن العمل في مشروع تبديل لوحات المركبات في سوريا ما زال مستمرًا، والغاية منه توحيد اللوحات في جميع المحافظات تحت نموذج واحد.
وتنتشر في مختلف مناطق سوريا نماذج لوحات مختلفة للمركبات، منها ما يحمل النموذج القديم بالأرقام الستة واسم المحافظة، وأخرى صادرة عن وزارة النقل في حكومة النظام السابق، التي ألغت اسم المحافظة واستعاضت عنه بسبعة أرقام، منها اثنان يدلان على المحافظة، ويحمل علم سوريا السابق، وحاليًا يتم استبدال اللوحات بالنموذج نفسه لكن مع اعتماد العلم الجديد.
وكانت وزارة النقل في حكومة النظام السابق أصدرت، في أيلول 2024، نموذجًا جديدًا للوحات السيارات في سوريا، وبدأت تطبيقه في محافظتي دمشق وريفها في تشرين الأول 2024.
رصدت عنب بلدي سير إجراءات معاملة تجديد ترسيم المركبات في مديريات نقل دمشق، وتحدثت مع عدد من المعنيين والمراجعين ضمن المديرية.
أولوية التبديل والتسهيلات
دعا مدير مديرية النقل في دمشق، مأمون عبد النبي، من خلال عنب بلدي، السائقين والمالكين ممن يجب ترسيم مركباتهم في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، إلى مراجعة مديريات النقل للحصول على الترخيص واللوحات الجديدة.
وترتبط جميع مديريات النقل في سوريا مع بعضها ضمن شبكة مركزية، مما يسهل على المواطن تجديد أوراقه في أي محافظة يوجد فيها، ويتم العمل حاليًا على دمج شبكة إدلب ومناطق الشمال مع الشبكة المركزية، إذ تختلف الآليات والبرمجيات التي يتم التعامل بها ضمن مديريات هذه المناطق مع الموجودة في المحافظات الأخرى، وسيتم الانتهاء من عملية الدمج والتعديلات البرمجية في الفترة القريبة، بحسب ما أوضحه عبد النبي لعنب بلدي.
وقال مدير صالة المركبات السياحية المفردة في مديرية نقل دمشق، سامر جغصي، إن الأولوية في تبديل اللوحات لمن لوحة مركبته مفقودة، أو تالفة، أو الأشخاص الذين فقدوا رخصة السيارة أو “الميكانيك”، ثم أصحاب المركبات التي حان موعد تجديد رخصتها، إذ يتم تبديل لوحة المركبة حسب النموذج الجديد كواحد من إجراءات تجديد الرخصة.
وفيما يخص الرسوم، تم تخفيضها “بشكل كبير”، فالسيارة التي كان يحتاج ترسيمها سابقًا إلى مبلغ 500 ألف ليرة سورية، يدفع صاحبها اليوم ما يقارب 50 ألفًا للتجديد، كما انخفضت رسوم الحصول على اللوحة بنحو 50%، ما انعكس بشكل إيجابي على المواطنين لجهة تخفيف الأعباء المالية، بحسب ما أوضحه جغصي لعنب بلدي.
مرحلتان للتجديد واللوحات
يتم تجديد الترخيص ومنح اللوحات الجديدة ضمن مرحلتين، الأولى فحص مستوى أمان المركبة، والثانية تتعلق بالإجراءات الإدارية ودفع الرسوم.
تضم مديرية نقل دمشق خمس صالات مقسمة حسب أنواع المركبات، بالإضافة إلى صالة خاصة بالنساء، لتخفيف الازدحام، والإسراع في إجراء المعاملات.
فحص أمني وفني
تخضع المركبات في مديريات النقل لنوعين من الفحص لضمان سلامتها من الناحية الأمنية والفنية، قبل متابعة صاحب المركبة إجراءات معاملاته للحصول على الترخيص واللوحة والجديدة.
وضمن فحص الحالة الأمنية للمركبة، يتم التأكد من نوع المركبة، ورقم “الشاسيه” (رقم خاص يميز كل مركبة عن غيرها)، بالإضافة إلى رقم المحرك، وهناك مركبات ترفق بأرقام “دق” من قبل الجمارك في حال دخلت عن طريقها وعليها بعض الإشكاليات، ويكون موجودًا على “شمعة” المركبة أو أرضيتها، أو حسب المكان الذي حصل عليه التعديل.
كما يتم إضافة أرقام “دق” للمركبات من قبل مديريات النقل، في حال كان هناك قص أو تعديلات فنية على المركبة، للمحافظة على أمان السيارة، بحسب ما أوضحه رئيس دائرة الكشف الفني في مديرية نقل دمشق، ياسر عبد الله عبد الوهاب.
بعض المركبات قد لا تتخطى هذه المرحلة، فإما أن تكون مسروقة، أو قام مالكها بتزوير أرقام مركبته، ليطابقها مع أرقام سيارة أخرى كان يملكها وتلفت، لتفادي دفع رسوم المركبة الجديدة، خاصة أنها كانت مرتفعة جدًا خلال فترة النظام السابق، بحسب ما قاله عبد الوهاب، ويتم تبليغ الجهة الأمنية الموجودة ضمن المديرية لاتخاذ الإجراء المناسب حسب الحالة.
وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية من فحص المركبة (الفحص الفني)، ذكر مدير مركز الزبلطاني لشركة “دروب“، المتعاقدة مع مديرية نقل دمشق، سومر حاتم، أنها تبدأ بفحص غازات احتراق محرك المركبة على جهاز خاص، للحصول على النسب ومقارنتها مع المعايير الدولية للتلوث البيئي، ثم تأتي مرحلة الفحص البصري للمركبة، وفحص استقامة مسيرها، أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بفحص السيارة من الأسفل بشكل كامل متضمنة حالة الزيوت ودارة الوقود.
وأكد حاتم أن الفحص يتم بشكل مؤتمت عبر أجهزة خاصة ضمن المعايير المحددة من وزارة النقل دون تدخل بشري، لمنع حصول أي تلاعب من قبل أحد العاملين في المركز، وعند تعذر اجتياز أي مرحلة من مراحل الفحص يتم تحديد العطل بشكل دقيق والطلب من صاحب المركبة إصلاحه والعودة للفحص مرة ثانية.
ردود فعل إيجابية
عبر مراجعون التقتهم عنب بلدي، خلال جولتها في صالات مديرية نقل دمشق، عن ارتياحهم لسرعة إنجاز معاملة تجديد ترخيص المركبة والحصول على اللوحة الجديدة، والتي تم تقديرها من قبلهم بأقل من ساعة.
المراجع عبد الرحمن الحمراوي، ذكر أن جميع الإجراءات أصبحت تتم ضمن المديرية، وهو ما لم يكن موجودًا سابقًا، إذ كان يضطر المراجع للذهاب إلى دائرة المرور في منطقة “باب مصلى”، للحصول على ورقة “براءة ذمة”، أما اليوم فهناك مندوبون من فرع مباحث المرور ضمن المديرية لتأمين هذه الورقة.
وساعد إلغاء شرط “التأمين الإلزامي” للمركبة على إنجاز المعاملة بسرعة أكبر وتكلفة أقل، بالإضافة للرسوم التي انخفضت “بشكل كبير” عما كانت سابقًا، بحسب ما قاله المراجع محمد التايه.
وكانت وزارة النقل في حكومة دمشق المؤقتة ألغت صفة الإلزام عن “التأمين الإلزامي” للمركبات، وحولته لإجراء اختياري، يتبع لرغبة صاحب المركبة.
وبشأن تخصيص صالة للنساء، ذكرت المراجعة فطوم بوطية أنه إجراء مهم، خاصة أن أعداد الرجال من مالكي المركبات في سوريا يتجاوز عدد النساء، مما كان يضطرها انتظار عشرة رجال بالحد الأدنى قبل أن تحصل على دور لها لتجديد أوراقها.