
تعبيرية عن حملات الذباب الإلكتروني(IQ NEWS)
تعبيرية عن حملات الذباب الإلكتروني(IQ NEWS)
منذ سقوط النظام في سوريا، انتشرت صفحات وحسابات وهمية أشعلت الفوضى على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ما اصطلح على تسميته “الذباب الإلكتروني”.
استغلت الحسابات الوهمية غياب الإعلام والمصدر الرسمي السوري، وتداولت أخبارًا ومعلومات تتسبب بإثارة النزاعات الاجتماعية والسياسية في المجتمع السوري عن طريق تضخيم الخلافات، وتأجيج المشاعر السلبية، وزيادة التوتر والفتن والشائعات.
“الذباب الإلكتروني”، هو مصطلح يستخدم لوصف حسابات وهمية أو شبه وهمية، تدار بشكل جماعي ومنهجي على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف التأثير على الرأي العام، وتضليل الجمهور، والترويج لأجندات سياسية أو أيديولوجية.
وتعمل الحسابات الوهمية على مهاجمة معارضين أو شخصيات عامة، والترويج لدعاية معينة، وتعود تبعية هذه الحسابات في الغالب إلى جهات حكومية أو مجموعات سياسية وأمنية أو حتى شركات خاصة.
ويندرج تحت مسمى “الذباب الإلكتروني” العديد من المسميات الأخرى التي تصب في نفس الهدف لخدمة أهداف سياسية وربما شخصية، ومن هذه المسميات “المتصيدون” و”BOO” و”BOTNET”، التي يتحكم ببعضها “روبوت” بشكل تام، وبعضها الآخر يتحكم به أشخاص بشكل غير مباشر.
ورجح بعض الخبراء التقنيين أنها عبارة عن شبكة من أجهزة الكمبيوتر المصابة ببرامج ضارة يتحكم بها مدير “الروبوتات”، وهو الشخص الذي يدير البنية التحتية لـ”الروبوتات”.
ويستخدم مدير “الروبوتات” أجهزة الكمبيوتر المخترقة لشن هجمات مصممة لتعطيل شبكة الهدف، أو حقن البرامج الضارة، أو حصاد بيانات الاعتماد، أو تنفيذ المهام التي تتطلب وحدة المعالجة المركزية بشكل مكثف، ويطلق على كل جهاز فردي داخل شبكة “الروبوتات” اسم “Bot”.
أوضح الخبير في أمن وتكنولوجيا المعلومات نضال فاعور، لعنب بلدي، آلية عمل “الذباب الإلكتروني” التي تحدث عبر:
بحسب الخبير التقني فاعور، يمكن كشف “الذباب الإلكتروني” عبر عدة إشارات:
رصد “الذباب الإلكتروني” في سوريا يمكن أن يتم عبر تحليل “الهاشتاغات” والمحتوى المتكرر، ومراقبة توقيت الحملة وتزامنها مع أحداث سياسية أو أمنية، ومقارنة المحتوى مع روايات الإعلام الرسمي أو الموالي، واستخدام أدوات تحليل البيانات و”OSINT” لمطابقة سلوك الحسابات، بحسب نضال فاعور.
كثرت الأسئلة حول الحسابات الوهمية وحملات “الذباب الإلكتروني”، بما يخص الأشخاص الذين يقفون خلف هذه الحسابات ويدعمون الحملات الترويجية.
بينّ فاعور أن جهات مرتبطة بالحكومة أو الأجهزة الأمنية أو مكاتب إعلامية أو جهات متحالفة مع النظام، تعمل في الغالب على إدارة هذه الحسابات.
كما يمكن أن تشمل أيضًا مجموعات حزبية أو حتى شركات خارجية تُستأجر لتنفيذ حملات دعائية، والهدف الكامن وراء حملات “الذباب الإلكتروني”، هو توجيه الرأي العام وفقًا لأجندة معيّنة.
ويمكن أن يكون الهدف تشويه صورة معارضين أو ناشطين أو إعلاميين، إضافة إلى نشر الخوف والبلبلة والإحباط بين أوساط المجتمع السوري، وكسر الروح المعنوية في فترات الأزمات من خلال محاولة السيطرة على “الرواية الإعلامية”، بحسب فاعور.
حذر الخبير في أمن وتكنولوجيا المعلومات نضال فاعور، من أن لحملات “الذباب الإلكتروني” تأثيرًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا على المجتمع السوري، خاصة في بيئات منخفضة الوعي الرقمي.
ويمكن أن تؤدي الحملات إلى تدمير السمعة، والتحريض على العنف، أو حتى اعتقال عدد من الأشخاص.
وفيما يخص الإجراءات المتخذة بحق الجرائم الإلكترونية في سوريا، أوضح فاعور أن هناك تساهلًا في الحد من هذه الحملات الإلكترونية.
تهدف وحدة الجرائم الإلكترونية لمحاربة الجرائم الرقمية بشكل ظاهري فقط، لكن في الواقع لا تستهدف “الذباب الإلكتروني” الحكومي، وإنما قد يستخدم “الذباب الإلكتروني” كأداة للدفاع عن أشخاص ذوي نفوذ أو مهاجمة الخصوم.
وأفاد فاعور أنه نادرًا ما تتخذ الحكومات إجراءات فعلية ضد هذه الحسابات، إلا إذا كانت معارضة أو تهدد الخط الرسمي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى