خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
قصة الجهاد
الحرب والقتال باستعمال القوة العسكرية قبل التمايز واكتساب الشرعية من المجتمع وإقامة دولة الرشد محرّمة من زمن آدم إلى يوم القيامة، أما بعدها فاستعمال القوة مطلوب لحفظ النظام وترهيب اللصوص والمجرمين وهي من هذه الجهة إجراء وقائي أكثر منه علاجي {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، أمّا استعمال القوة العسكرية في الحرب بين الدول فلا زالت مشروعة لرفع الظلم عن المستضعفين وإزالة أئمة الكفر كبشار وغيره {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ، إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}. وهذا يفترض أن يكون دور الأمم المتحدة لو كانت عادلة، لكنها تقدّس الفيتو وهي كَلٌ على مولاها أينما توجهها لا تأتي بخير. هذه الحرب واستعمال القوة هي التي ستموت وستضع أوزارها وحتى {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}. والإسلام في طريق إسقاط الحرب سيكون أول الموافقين على أية مبادرة سلام حتى لو ظن من الخصم الخيانة {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} ، {وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} أما استعمال القوة في حفظ النظام والضرب على أيدي المجرمين وإرهابهم لردعهم فسيبقى والله أعلم. هذه الوصفة تبقى صالحة ما دامت الظروف تتكرر بمعنى انها خطة منهجية لا ينسخ بعضها بعضا لكمها تتوالى وتنفذ بحسب المرحلة.
نظرية المؤامرة
يحاول الطبيب عند المريض اكتشاف تصوره عن حالته، وتحسس تلميحاته والتقاطها، ثمّ البناء على الأرضية المتاحة والدخول من الأبواب المفتوحة. هكذا يعاملنا المجتمع الدولي، لا توجد نظرية مؤامرة إلا في عقولنا وإن وجدت فهي لن تدخل إلا من الأبواب المفتوحة والأرضية المتاحة .إيماننا بنظرية المؤامرة فاق كل التوقعات إلى درجة أشعر فيها أن البعض ينتشي عندما يسمع أي خبر يؤكد أن الغرب أو المجتمع الدولي غالب على أمرنا. الحقيقة نحن ذهبنا أبعد من إعطاء التلميحات إلى تقديم سبل استغلالنا بالطرق التي تتقبلها عقليتنا، كما فعل يعقوب عليه السلام عندما ساقه خوفه إلى تقديم حجة الذئب على طبق من ذهب لإخوة يوسف الماكرين!