تعتبر "الزراعة المائية" مصدر دخل لمن يرغب بالزراعة في المنزل - 10 نيسان 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)
“الزراعة المائية”.. مشروع منزلي لسيدات في إدلب
تعلّمت الأربعينية ثناء الخالد طريقة “الزراعة المائية”، وتجري في الوقت الحالي تجربة زراعة محصول الفريز في منزلها بمدينة إدلب، وذلك بعد اشتراكها بدورة لتعلّم مهارات الزراعة المنزلية.
قالت ثناء لعنب بلدي، إنها رغبت بزراعة الفريز لأن فصل الربيع الفترة المناسبة لإنباته، ولارتفاع سعره في السوق، إذ يصل إلى دولارين للكيلوغرام، ففي حال نجاح التجربة تبيع الفائض منه وتوسع العمل.
تعتبر “الزراعة المائية” حلًا مناسبًا لمن يرغب بالزراعة، ولا يملك مساحات واسعة تمكنه من ذلك، وهي فكرة جديدة من نوعها للسيدات، ولها إيجابياتها.
وتقدم منظمات ومراكز في مدينة إدلب دورات تدريبية للسيدات المهتمات بالزراعة المنزلية، ما يجعله أيضًا مشروعًا صغيرًا يعود عليهن بمكاسب مالية.
ما “الزراعة المائية”؟
المهندسة الزراعية روضة عبدو، مسؤولة عن تدريب السيدات في مركز “مساحتي”، قالت لعنب بلدي، إن “الزراعة المائية” تحتاج إلى أنابيب بقطر ثلاثة أو أربعة إنشات بحسب المحصول الذي ترغب السيدة بزراعته.
وتثبت الأنابيب على جدار فوق بعضها بمسافات تسمح للنبات بالنمو، وتثقب الأنابيب بفتحات بحجم الكؤوس التي ستوضع المزروعات داخلها لتضمن ثباتها، مع الأخذ بعين الاعتبار نوع المحصول المزروع لتباعد المسافات بين الكؤوس كالورقيات، أو قربها كنبات الفريز.
وأضافت المهندسة أن الأنابيب توصل عبر خراطيم تضخ لها الماء “المفلتر” يضاف إليه محلول مغذٍّ موجود داخل البراميل، والذي تقوم المضخة بدورها بتفريغ الماء كل أربع ساعات، وإعادة ضخ الماء لضمان استفادة النبات من المحلول، بالإضافة إلى وجود مضخة أكسجين لتنفس النبات، وتُبدل المياه داخل البراميل كل أربعة أيام تقريبًا.
وتضمّن التدريب الذي يقدمه المركز مهارات الزراعة بالتربة، حيث اعتمدت المدربة على تقنية “التشتيل بصواني الفلين”، من خلال إضافة “التورب” وهو عبارة عن تراب يُخلط بسماد عضوي، وتُسقى كل صينية بمقدار نصف ليتر من الماء مع مقدار من المحلول المغذي، وتُغطى بقماش رطب ليؤمّن للنبات الرطوبة والتدفئة.
قدمت منظمات ومراكز في مدينة إدلب دورات تدريبية للسيدات المهتمات بالزراعة المنزلية – 10 نيسان 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)
عقبات
بسبب برودة الطقس ليلًا، فشلت التجربة الأولى من “التشتيل بالفلين”، فقامت “أم يوسف” وهي إحدى المتدربات، بأخذ الصواني إلى بيتها بعد إعادة التجربة لتحرص على تدفئتها، وضمان عملية الإنبات، باعتبار مسكنها قرب المركز.
من جهتها، أكدت المدربة خلال الجلسات النظرية أهمية دراسة سوق العمل قبل الخوض بتجربة الزراعة، ونصحت المتدربات بالبحث عن سوق لتصريف الشتول وبيعها لنجاح العمل وتجنب الخسائر المحتملة، وكساد الشتلات وتلفها في حال تعثر عليهنّ تصريفها.
مشرفة المشروع ومديرة مركز “مساحتي”، هالة قرة محمد، قالت لعنب بلدي، إن فكرة تدريب الزراعة المنزلية بشكل عام والمائية على وجه الخصوص، هي الأولى من نوعها في سوريا، حيث نفذت سابقًا “بسمة وزيتونة” وهي المنظمة الأم لمركز “مساحتي”، التدريب في لبنان للاجئات السوريات اللواتي حوّلن المهارات المكتسبة لقصص نجاح من خلال مزارع مائية حققت لهن دخلًا ماديًا، وإنتاجًا زراعيًا لأنواع مختلفة من المحاصيل.
وفي حال أرادت السيدات خوض التجربة وتنفيذها على شرفة المنزل، أو سطح البناء، فلا تتجاوز التكلفة 400 دولار أمريكي.
وذكرت قرة محمد أن المركز قدّم منحًا مالية للسيدات اللواتي يمتلكن مشاريع صغيرة قائمة لكن دخلها ضعيف، بهدف دعم رأس المال، ولتوفير معدات إضافية تساعدهن في توسيع العمل، وزيادة المنتجات، وبالتالي زيادة الربح.
وأضافت أنه بعد تقديم المنحة الأولى والتي كانت بقيمة 1600 دولار، ستكون هناك منحة أخرى بقيمة 1000 دولار، للمشاريع التي حققت نجاحًا والتزمت بالعمل واستفادت من المنحة من حيث تأمين مصدر دخل دائم.
وخلال سنوات الحرب الماضية، أولت العديد من المراكز والجمعيات النسائية في الشمال السوري اهتمامًا بتمكين المرأة، ودعمها ماديًا ومعنويًا عبر دورات تدريبية في مجالات مختلفة.
وتشكل المشاريع التي تعمل بها السيدات مصدر دخل لعائلاتهن، في وقت تزداد فيه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءًا في سوريا، حيث يعتمد ثلاثة من كل أربعة أشخاص على المساعدات الإنسانية، ويحتاجون إلى دعم التنمية في المجالات الأساسية للصحة والتعليم وفقر الدخل والبطالة وانعدام الأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي والطاقة والإسكان.
ولا تزال بعض المهن والمشاريع قاصرة أمام تحقيق استقرار اقتصادي للسيدات ولعائلاتهن، وتصطدم بعقبات منها تعليمية واجتماعية ومالية.
اقرأ أيضًا: مشاريع صغيرة لا تحقق استقرارًا اقتصاديًا للنساء في إدلب
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :