بوستر مسلسل "تحت الأرض" (كلاكيت ميديا/ فيس بوك)
“تحت الأرض”.. نمط مختلف لصراعات البيئة الدمشقية
ما زالت أصداء الأعمال الدرامية التي عُرضت ضمن الموسم الرمضاني 2025، محط اهتمام النقاد والجمهور، ومن ضمن الأعمال السورية التي تصدرت الموسم مسلسل “تحت الأرض”.
تدور أحداث المسلسل في إطار درامي اجتماعي، يتناول الصراع بين التجار في دمشق مطلع العام 1900، إذ تتحكم عائلة “الصافي” الدمشقية بتجارة التبغ، وتضع قواعد صارمة ضد كل من ينافسها في السوق، ومع ظهور منافس جديد يمتهن تجارة التبغ، تشتعل حرب بينهما.
طرح غير معتاد
المسلسل من أوائل الأعمال العربية التي تناولت بدء صناعة وتجارة التبغ، خاصة أن العمل طرح مضمونًا مغايرًا للأعمال التي تناولت تلك الحقبة، والتي تركز طرحها على محاربة الاحتلال والمواجهة، وتقديم الصورة الحسنة لكبار رجال الحارات الدمشقية.
كاتب العمل شادي دويعر، قال لعنب بلدي، إن كادر العمل حاول تقديم صراعات إنسانية يمكن أن تحدث في أي زمان ومكان، لكن اختيارنا لبدايات القرن الـ20 كإطار تاريخي ودرامي أتاح الفرصة لتسليط الضوء على جانب من المجتمع الدمشقي في تلك الحقبة، بأسلوب قد يكون أكثر واقعية مما اعتدنا رؤيته في الدراما الشامية.
أما اختيار “خان التتن” كمسرح رئيس للأحداث، فكان بهدف إبراز نوع من أنواع التجارة التي كانت قائمة في دمشق، والتي لم يتم تسليط الضوء عليها بشكل كافٍ سابقًا، وفقًا للكاتب دويعر.
دراما اجتماعية تاريخية
اختلف النقاد في تصنيف العمل، إذا ما كان ينتمي لأعمال البيئة الشامية، باعتباره يحاكي تلك الحقبة، أو الأعمال الاجتماعية لأنه يفيض بالأحداث والقصص الاجتماعية.
الكاتب دويعر أوضح أنه بالنسبة لتصنيف العمل، وباعتبار أن العمل تدور أحداثه في دمشق وحاراتها وبيوتها الدمشقية في بدايات القرن الـ20، صنفه البعض كعمل بيئة شامية.لكن كثيرين لاحظوا محاولة صناع العمل تقديم الشخصيات وعلاقاتها وصراعاتها بطريقة مختلفة نوعًا ما، وأكثر واقعية، وكان التصنيف الأكثر دقة بالنسبة لهم هو أن العمل عبارة عن دراما اجتماعية تاريخية.
نقل تصويره إلى سوريا
الشركة المنتجة للعمل “كلاكيت ميديا”، نقلت عمليات التصوير إلى سوريا بعد سقوط النظام، لأن بيئة العمل وجغرافيته تتناسب أكثر في سوريا.
وكانت الشركة بدأت عمليات التصوير في إمارة أبو ظبي قبل سقوط النظام، وتابعت ما تبقى من مشاهد في سوريا.
ويرى الكاتب شادي دويعر أن سقوط النظام خلال تصوير معظم الأعمال لموسم 2025 حقق فرصة لعودة الكثير من النجوم والفنانين السوريين خلال عمليات تصوير هذه الأعمال
وتابع أن تصوير الأعمال داخل سوريا يمنحها مصداقية أكبر، سواء من ناحية الشكل أو المضمون، وهذا من أبرز العوامل التي ميّزت الدراما السورية في السنوات الماضية
وهذا لا ينطبق فقط على الأعمال السورية، بل على الدراما العالمية عمومًا، فالتصوير في أماكن واقعية بعيدًا عن الاستوديوهات يمنح العمل عمقًا بصريًا وصدقًا أكبر في تقديم الحكاية.
تشابه مع “الحفرة”
بعض المشاهدين والنقاد، اتهموا القائمين على العمل بسرقة الفكرة من مسلسل “الحفرة” التركي.
وحول ذلك، برر دويعر أن كلا العملين يحمل تأثرًا واضحًا بحبكة فيلم “العراب” (The Godfather)، سواء من حيث البنية الدرامية أو طبيعة العلاقات والصراعات.
كما أن فكرة قدوم شخصية بهوية مزيفة من أجل الانتقام، نجدها أيضًا في رواية “الكونت دي مونتي كريستو”، وفكرة الرغبة بالانتقام من الأب، نراها في رواية “الإخوة كارامازوف”.
كل ذلك برأيه يشير إلى أن الحبكات والأفكار غالبًا ما تتشابه أو تتقاطع، وهو أمر طبيعي في العمل الدرامي، حيث تُعاد قراءة الموضوعات برؤية جديدة.
وفيما يتعلق بنجاح العمل، يشرح دويعر أن المقاييس في هذا الجانب نسبية وتختلف الآراء بشأنها، كما أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في مدى انتشار العمل وزيادة نسب مشاهدته، مثل توقيت العرض، والمنصة التي يُعرض عليها، وما يأمله صناع العمل في النهاية هو كيف يقدمون عملًا ممتعًا يلقى استحسان الجمهور.
من أبرز نجوم المسلسل مكسيم خليل وسامر المصري وروزينا لاذقاني وفايز قزق وأحمد الأحمد ولجين إسماعيل وكارمن لبس وكرم الشعراني، وهو من تأليف شادي دويعر وسلطان العودة، وإخراج مضر إبراهيم، وإنتاج شركة “كلاكيت ميديا”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :