
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يلتقي وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في العاصمة العُمانية مسقط- 12 نيسان 2025 (وزارة الخارجية الإيرانية)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يلتقي وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في العاصمة العُمانية مسقط- 12 نيسان 2025 (وزارة الخارجية الإيرانية)
بدأت إيران والولايات المتحدة محادثات “غير مباشرة” رفيعة المستوى في سلطنة عمان بهدف دفع المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، عقب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، منتصف يوم السبت، 12 من نيسان، “ستبدأ بعد قليل، المفاوضات غير المباشرة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والولايات المتحدة الامريكية، في العاصمة العمانية مسقط”.
وتعاملت إيران مع المحادثات بحذر، متشككة في إمكانية أن تؤدي إلى اتفاق، ومتشككة في ترامب، الذي هدد مرارًا وتكرارًا بقصف إيران إذا لم توقف برنامجها المتصاعد لتخصيب اليورانيوم، وفق ما قالته وكالة “رويترز” في تقرير، اليوم.
وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي الإيراني، إن “هناك فرصة للتوصل لتفاهم أولي بشأن مزيد من المفاوضات إذا دخل الطرف الآخر (الولايات المتحدة) المحادثات بموقف متساو”، وفق ما نقلته “رويترز”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن عراقجي قوله إن هدف بلاده من المفاوضات هو “التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف من موقع متساو”، معتبرًا أن المفاوضات الحالية هي فرصة لاختبار الإرادات.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول إيراني (لم تسمّه) أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الذي يملك الكلمة الأخيرة في القضايا الرئيسية للدولة، منح عراقجي “السلطة الكاملة” في المحادثات.
ومنذ أشهر، أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض “أقصى الضغوط” على إيران بهدف خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وفرض سلسلة من العقوبات على طهران في هذا الإطار.
وقال ترامب “بالنسبة لي، الأمر بسيط للغاية: لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي”، وعندما سُئل عن مدى قرب طهران من امتلاك سلاح نووي، أجاب: “إنهم قريبون جدًا”، وفق وكالة “رويترز“.
وسبق أن نقلت الوكالة عن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في كانون الأول 2024، قوله إن إيران تسرع تخصيب اليورانيوم “بشكل كبير” ليصل إلى نسبة نقاء 60%، أي ما يقارب نسبة 90% اللازمة لصنع الأسلحة، في حين ونفت إيران سعيها لتطوير سلاح نووي.
وتأتي المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي بشكل موازي لمساع الولايات المتحدة، تحجيم نفوذ إيران في المنطقة، ويشمل ذلك نفوذ “الحرس الثوري الإيراني” في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وخسرت إيران نفوذها في سوريا مع سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، كما تراجع نفوذها في لبنان مع اغتيال إسرائيل لمعظم قادة “حزب الله” الموالي لإيران في لبنان.
وفي 7 من نيسان الحالي، قال عشرة من كبار القادة والمسؤولين العراقيين، إن عدة جماعات مسلحة مدعومة من إيران في العراق تستعد لنزع سلاحها لأول مرة، لتجنب خطر تصعيد الصراع مع الإدارة الأمريكية.
ونقلت “رويترز” حينها عن المصادر (لم تسمّها) ولها إن هذه الخطوة تأتي لتهدئة التوترات في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أمريكيون بشكل خاص للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة، وفق المصادر التي تضم ستة قادة محليين لأربع ميليشيات رئيسة.
وأضاف المسؤولون أن بغداد أبلغت المسؤولين أنه ما لم تتحرك لحل الميليشيات العاملة على أراضيها، فإن أمريكا قد تستهدف هذه الجماعات بضربات جوية.
ويخوض “حزب الله” المدعوم إيرانيًا أيضًا غمار مفاوضات مع الحكومة اللبنانية الجديدة لتسليم سلاحه مقابل انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع تتمركز بها جنوبي لبنان.
وفي الوقت نفسه، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا، هجمات جوية على مواقع ميليشيا “أنصار الله” (الحوثيون) في اليمن منذ نحو شهر، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، في إطار مساع الولايات المتحدة لتحجيم نفوذ طهران بالمنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى