درعا.. اتفاق ينهي التوتر في بصرى الشام

عناصر الأمن العام في شوارع مدينة درعا البلد- 31 آذار 2025 (عنب بلدي /محجوب الحشيش)

camera iconعناصر الأمن العام في شوارع مدينة درعا البلد - 31 آذار 2025 (عنب بلدي /محجوب الحشيش)

tag icon ع ع ع

توفي القيادي السابق في فصائل المعارضة بلال دروبي متأثرًا بجروح أصيب بها على يد مجموعة تتبع لـ”اللواء الثامن” في مدينة بصرى بريف درعا الشرقي.

وأفاد مراسل عنب بلدي أن دروبي توفي في مستشفى درعا “الوطني” صباح اليوم، السبت 12 من نيسان، بعد تدهور حالته الصحية.

وعلى خلفية استهداف دروبي من قبل “اللواء الثامن”، دفعت وزارة الدفاع السورية بقوات عسكرية كبيرة إلى بصرى الشام، معقل “اللواء الثامن”، وطالبت بتسليم المتورطين، وحل الفصيل.

وشهدت أطراف المدينة، الجمعة، استنفارًا من قبل عناصر “اللواء الثامن”، ووزارة الدفاع، ما أدى إلى تدخل عدد من القياديين والوجهاء لحل الخلاف.

وتوصلت الأطراف إلى اتفاق يقضي بدخول الأمن العام واعتقال المجموعة التي أطلقت الرصاص على دروبي.

وقال الحساب الرسمي لمحافظة درعا، إن محافظ درعا، أنور الزعبي، ومدير الشؤون السياسية بدرعا، مشهور المسالمة، والمسؤول الأمني بالمنطقة محمد السخني، اجتمعوا مع هيئة الإصلاح، لبحث آلية تسليم المطلوبين من مدينة بصرى الشام بأفضل صورة ممكنة.

ونشر حساب محافظة درعا تصريحًا منفصلًا، الجمعة، نقلًا عن إدارة الأمن العام، أُعلن فيه عن التوصل لاتفاق بين القوى الأمنية ووجهاء بصرى الشام.

وقضى الاتفاق بتسليم جميع المطلوبين، وعددهم أربعة، دون التطرق لمصير الفصيل.

وقال الأمن العام، إنه سيعمل على تعزيز مفرزة الأمن في منطقة بصرى الشام بقوات أمن إضافية، دعمًا للإجراءات الأمنية وتثبيتًا لحالة الاستقرار في المنطقة.

بعد حشود

أطلقت وزارة الدفاع السورية رتلًا عسكريًا ضم عشرات المدرعات باتجاه مدينة بصرى الشام، حيث يتمركز “اللواء الثامن” الذي شكلته روسيا عام 2018، من بقايا فصائل المعارضة.

وأفاد مراسل عنب بلدي أن الآليات العسكرية دخلت، الجمعة 11 من نيسان، ريف درعا الشرقي، في حين انسحبت قوات “اللواء الثامن” إلى داخل مدينة بصرى الشام.

وأطلقت الحكومة نداءات عبر المساجد في ريف درعا الشرقي، لتسليم سلاح المنتسبين لـ”الفيلق الخامس” الذي يشمل “الواء الثامن” في المنطقة.

سلسلة الأحداث جاءت بعد محاولة اغتيال القيادي التابع لوزارة الدفاع السورية، باسل دروبي، بمدينة بصرى الشام.

وكتب الحقوقي الذي ينحدر من محافظة درعا، عمر الحريري، عبر “إكس” أن مسؤولية استهداف واعتقال بلال دروبي، تقع على عاتق “اللواء الثامن”، الذي انضم أفراده للأمن العام قبل أشهر، ما دفع الوزارة للدفع بقوات عسكرية نحو المنطقة.

الحريري قال إن عشرات الآليات وعددًا كبيرًا من العناصر تجمعوا بمحيط مدينة بصرى الشام دون دخول الأرتال إلى المدينة تزامنًا مع مفاوضات طالبت فيها الحكومة بتسليم المتورطين بمحاولة اغتيال دروبي ودفع قائد “اللواء الثامن”، أحمد العودة، لحل الفصيل.

وقال مصدر عسكري في “اللواء الثامن”، منتمٍ للأمن العام، لعنب بلدي، إن “اللواء” جمّع قواته العسكرية داخل مدينة بصرى الشام، وجهّزها للدفاع عن المنطقة ضد القوات الحكومية.

وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الحشود من قبل الطرفين تزامنت مع مفاوضات بهدف الوصول إلى حل سلمي بعيدًا عن الصدام.

ورجّح أن تصل الأطراف لحل سلمي لتجنيب المنطقة مواجهات عسكرية جديدة.

من بلال دروبي

أشعل استهداف القيادي بلال دروبي الأحداث بين “اللواء الثامن” والحكومة، وهو قيادي بارز في محافظة درعا، وله خلافات تعود لسنوات مع “اللواء الثامن”.

وأفاد مراسل عنب بلدي أن دروبي تعرض لهجوم من قبل عناصر “اللواء الثامن”، ما أسفر عن إصابته بجروح.

وقال قيادي في “اللواء” بحديث سابق لعنب بلدي، إن دروبي أصيب في إطار محاولة الأمن العام ملاحقة تجار مخدرات في المنطقة.

ولم تتمكن عنب بلدي من التحقق من الجزئية التي تتحدث عن عملية لمكافحة المخدرات عبر مصدر محايد، كما لم تعلّق وزارة الدفاع السورية رسميًا على الأحداث.

وسبق أن قاد بلال دروبي انقلابًا ضد أحمد العودة عام 2016 واستطاع السيطرة حينها على مدينة بصرى الشام لمدة يومين، لكن العودة عاد وبسط سيطرته مجددًا على المدينة بدعم من “جيش اليرموك”، وهو أحد فصائل المعارضة التي كانت تنشط في المحافظة حينذاك.

بعد “تسوية” تموز 2018، سمح العودة لدروبي بتشكيل مجموعة تتبع له في المدينة وعملت تحت إمرة قيادة “اللواء الثامن”.

وبعد سقوط النظام السوري في 8 من كانون الأول 2024، خرج دروبي لتشكيل مجموعة عسكرية منفصلة عن “اللواء” لكن العودة لم يسمح له بذلك، ما جدد الخلاف فيما بينهما.

وعلى مر السنوات الماضية، لم يسمح العودة بتشكيل أي جسم عسكري في بصرى خارج سلطته كما منع “حركة المثنى الإسلامية” وفصائل أخرى من التمركز في بصرى بعد خروج المدينة عن سيطرة النظام في عام 2015.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة