
عناصر من الأمن العام يعتلون مدرعة عسكرية في مدينة درعا-
31 آذار 2025
(عنب بلدي/ محجوب الحشيش)
عناصر من الأمن العام يعتلون مدرعة عسكرية في مدينة درعا-
31 آذار 2025
(عنب بلدي/ محجوب الحشيش)
أطلقت وزارة الدفاع السورية رتلًا عسكريًا ضم عشرات المدرعات باتجاه مدينة بصرى الشام، حيث يتمركز “اللواء الثامن” الذي شكلته روسيا عام 2018، من بقايا فصائل المعارضة.
وأفاد مراسل عنب بلدي أن الآليات العسكرية دخلت، اليوم الجمعة 11 من نيسان، ريف درعا الشرقي، في حين انسحبت قوات “اللواء الثامن” إلى داخل مدينة بصرى الشام.
وأطلقت الحكومة نداءات عبر المساجد في ريف درعا الشرقي، لتسليم سلاح المنتسبين لـ”الفيلق الخامس” الذي يشمل “الواء الثامن” في المنطقة.
سلسلة الأحداث جاءت بعد محاولة اغتيال القيادي التابع لوزارة الدفاع السورية، باسل الدروبي، بمدينة بصرى الشام، أمس الخميس.
وكتب الحقوقي الذي ينحدر من محافظة درعا، عمر الحريري، عبر “إكس” أن مسؤولية استهداف واعتقال بلال الدروبي، تقع على عاتق “اللواء الثامن”، الذي انضم أفراده للأمن العام قبل أشهر، ما دفع الوزارة للدفع بقوات عسكرية نحو المنطقة.
الحريري قال إن عشرات الآليات وعددًا كبيرًا من العناصر تجمعوا بمحيط مدينة بصرى الشام دون دخول الأرتال إلى المدينة تزامنًا مع مفاوضات طالبت فيها الحكومة بتسليم المتورطين بمحاولة اغتيال الدروبي ودفع قائد “اللواء الثامن” أحمد العودة لحل الفصيل.
وقال مصدر عسكري في “اللواء الثامن”، منتمٍ للأمن العام، لعنب بلدي، إن “اللواء” جمّع قواته العسكرية داخل مدينة بصرى الشام، وجهّزها للدفاع عن المنطقة ضد القوات الحكومية.
وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الحشود من قبل الطرفين تزامنت مع مفاوضات بهدف الوصول إلى حل سلمي بعيدًا عن الصدام.
ورجّح أن تصل الأطراف لحل سلمي لتجنيب المنطقة مواجهات عسكرية جديدة.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال قياديان في “اللواء” وآخر ترك العمل فيه، إن مجموعات من “اللواء الثامن” انضمت فعلًا لوزارة الدفاع، بينما انتسبت أخرى لـ”إدارة الأمن العام” التابعة لوزارة الداخلية.
أشعل استهداف القيادي بلال الدروبي، الأحداث بين “اللواء الثامن” والحكومة، وهو قيادي بارز في محافظة درعا، وله خلافات تعود لسنوات مع “اللواء الثامن”.
وأفاد مراسل عنب بلدي أن الدروبي تعرض لهجوم من قبل عناصر “اللواء الثامن”، ما أسفر عن إصابته بجروح.
وقال قيادي في “اللواء” بحديث سابق لعنب بلدي إن الدروبي أصيب في إطار محاولة الأمن العام ملاحقة تجار مخدرات في المنطقة.
ولم تتمكن عنب بلدي من التحقق من الجزئية التي تتحدث عن عملية لمكافحة المخدرات عبر مصدر محايد، كما لم تعلّق وزارة الدفاع السورية رسميًا على الأحداث.
وسبق أن قاد بلال الدروبي انقلابًا ضد أحمد العودة عام 2016 واستطاع السيطرة حينها على مدينة بصرى الشام لمدة يومين، لكن العودة عاد وبسط سيطرته مجددًا على المدينة بدعم من “جيش اليرموك”، وهو أحد فصائل المعارضة التي كانت تنشط في المحافظة حينذاك.
بعد تسوية تموز 2018، سمح العودة للدروبي بتشكيل مجموعة تتبع له في المدينة وعملت تحت إمرة قيادة “اللواء الثامن”.
وبعد سقوط النظام السوري في 9 من كانون الأول 2024، خرج الدروبي لتشكيل مجموعة عسكرية منفصلة عن “اللواء” لكن العودة لم يسمح له بذلك، ما جدد الخلاف فيما بينهما.
وعلى مر السنوات الماضية لم يسمح العودة بتشكيل أي جسم عسكري في بصرى خارج سلطته كما منع “حركة المثنى الإسلامية” وفصائل أخرى من التمركز في بصرى بعد خروج المدينة عن سيطرة النظام في عام 2015.
وذكر القيادي السابق في “اللواء”، أن الانضمام حصل على شكل مناطق (قرى وبلدات)، فمجموعات الحراك انضمت لوزارة الدفاع في الحراك ومجموعة صيدا وبصرى أيضًا، لافتًا إلى وجود أفراد تركوا فصائلهم وانتسبوا لوزارة الدفاع بشكل فردي.
وذكر القيادي، الذي تخلى عن عضويته في “اللواء الثامن”، خلافًا قائمًا مع وزارة الدفاع، لأن جزءًا من “اللواء” يريد الانضمام للوزارة ككتلة عسكرية في الجنوب السوري، في حين ترفض الوزارة هذا الطرح، وتطالب بانضمام العناصر كأفراد، والقادة كضباط.
من جانبه، نفى القيادي في “اللواء الثامن” العامل بالجنوب السوري نسيم أبو عرة، ما ورد على لسان وزير الدفاع في حكومة دمشق المؤقتة حول رفض الفصيل الانضمام لوزارة الدفاع السورية.
وقال أبو عرة عبر تسجيل مصور نشرته صفحة “Bosra Press” المحلية، في 10 من شباط الماضي، إن أبناء الجنوب هم أول من نادى بتأسيس وزارة دفاع وطنية تعمل وفق القواعد العسكرية الحرفية المنضبطة.
ويرى أن وزارة الدفاع المنشودة يجب أن تحقق الاستفادة المثلى من خبرات الضباط والثوار، وتضمن تمثيل جميع مكونات سوريا دون إقصاء أو تهميش.
وجاء بيان أبو عرة، ردًا على تصريحات وزير الدفاع بحكومة حكومة دمشق المؤقتة التي قال فيها، إن نحو 100 فصيل مسلح في سوريا وافقوا على الانضمام لوزارة الدفاع.
وأضاف أبو قصرة لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 6 من شباط الماضي، أن هناك عددًا من الفصائل الرافضة للانضمام لوزارة الدفاع، بما في ذلك أحمد العودة، قائد “اللواء الثامن” في الجنوب، الذي قاوم محاولات وضع وحدته تحت سيطرة الدولة.
اقرأ أيضًا: تدريجيًا.. “اللواء الثامن” ينسق للاندماج بحكومة دمشق
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى