روائح كريهة وآثار صحية تمتد للمناطق المجاورة 

دمشق.. “الإدعشرية” تنتظر حلًا لمشكلة النفايات

وجود النباشون في مكب نفايات الإدعشرية بالقرب من باب شرقي في دمشق - 12 آذار 2025 (عنب بلدي/كريستينا الشماس)

camera iconوجود النباشون في مكب نفايات الإدعشرية بالقرب من باب شرقي في دمشق - 12 آذار 2025 (عنب بلدي/كريستينا الشماس)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – كريستينا الشماس

تستمر معاناة أهالي “الإدعشرية” بدمشق، جراء وجود محطة نقل نفايات في حيهم السكني، على الرغم من وعود بالحلول، تحدث عنها سابقًا المشرف العام على قطاع البيئة في مديرية نظافة دمشق، صبري عباس، لعنب بلدي.

ووفق ما قاله عباس، في 19 من آذار الماضي، فإن مديرية نظافة دمشق تجري دراسة مواقع بديلة لنقل مكب نفايات “الإدعشرية” إلى محطة نقل “مؤقتة” تجميعية خلال أسابيع قليلة، لكن حتى الآن لم تتم عمليات ترحيل النفايات.

تواصلت عنب بلدي من جديد مع عباس، لمعرفة حيثيات الأمر وسبب التأخير في نقل محطة نفايات “الإدعشرية”، الذي أوضح أن هناك مشكلات تواجههم في تحديد موقع جديد لمحطة نقل النفايات.

وأكد عباس أن مديرية نظافة دمشق تجري نقاشات مع نظيرتها في ريف دمشق، لتحديد محطة نقل جديدة ضمن المعايير النموذجية البيئية وبعيدة عن التجمع السكاني، وكل الأماكن التي اقترحت وتبعد عن الأحياء السكنية مسافة خمسة كيلومترات أقل تقدير، قوبلت بالرفض من قبل السكان.

أضاف صبري عباس أن إحدى الصعوبات التي تعترض طريقهم، هي قلّة وجود أماكن مناسبة لمكب النفايات، إضافة إلى أن المكان يجب أن يكون قريبًا نوعًا من على العاصمة، أي ألاّ يبعد بين دمشق وريفها عن مسافة 15 كيلومترًا كحد أقصى.

تقع منطقة “الإدعشرية” في مركز مدينة دمشق، بالقرب من باب شرقي، ويطل المكب على الشارع العام الواصل بين منطقة باب شرقي وباب توما والزبلطاني، والتي تعتبر مناطق ذات كثافة سكانية.

ويلاصق حائط المكب مسجد ومجمع “الفتح الإسلامي” التابع لجامعة “بلاد الشام”، ما أثار غضب المصلين وسكان المنطقة.

أهالٍ يشتكون من جديد

تتفاقم معاناة أهالي “الإدعشرية” مع بداية فصل الربيع، إذ تكثر القوارض والحشرات والروائح الكريهة، وما يزيد الأمر سوءًا هو تقلبات الطقس تزامنًا مع نشاط سرعة الرياح، ما تسبب بانتشار القمامة وامتدادها إلى الشارع الواصل بين منطقة باب شرقي وباب توما.

وعوضًا عن ذلك، تصل الروائح الكريهة إلى منطقة الزبلطاني في دمشق، ما أثار امتعاض أهالي “الإدعشرية” والمارين من المنطقة التي تشهد ازدحامًا مروريًا بشكل يومي في منطقة باب شرقي.

تاتيانا جبور (22 عامًا)، من سكان باب شرقي، قالت لعنب بلدي، إنها تعاني من مرض “الربو”، وما يزيد حالتها سوءًا انتشار الرائحة الكريهة في المنطقة بشكل يومي.

“سئمنا من الوعود دون فعل حقيقي على أرض الواقع، وأضرار هذا المكب لا تقتصر على أهالي الإدعشرية، بل تشمل جميع السكان القاطنين في المناطق القريبة”، قالت تاتيانا.

تصريح سابق

المشرف العام على قطاع البيئة في مديرية نظافة دمشق، صبري عباس، صرح سابقًا لعنب بلدي، أن هناك العديد من التحديات تواجههم بما يخص تحديد محطات نقل النفايات.

ومن الأمور التي تجعل عمل مديرية نظافة دمشق أكثر تعقيدًا، النقص في الآليات والمعدات، إلى جانب نقص في العمال الذين بات عدد منهم في سن التقاعد.

بيّن صبري عباس أن من الخطط المستقبلية التي تعمل عليها مديرية النظافة في محافظة دمشق، إنشاء حاويات ذكية “تحت الأرض”، وبحسب الدراسة المبدئية للمشروع، تم تحديد 100 موقع لهذه الحاويات، للحد من تراكم القمامة في معظم المناطق السكنية

أخطار النفايات

بحسب دراسة نشرتها المجلة العربية للنشر العلمي بعنوان “تأثير النفايات الصلبة على المجتمع المحلي“، قد يتعرض الشخص لأخطار صحية بسبب النفايات عبر عدة طرق، مثل:

• الملامسة، كملامسة النفايات لجلد الشخص أو أغشيته المخاطية.
• الاختراق، مثل وخز الشخص بإبر مستعملة، أو جرحه بنفايات معدنية حادة.
• البلع، مثل تناول طعام أو شرب ماء أو سوائل قد تسربت لها النفايات، مثل شرب ماء تلوث بتسرب من مياه الصرف الصحي.
• التنفس، عبر استنشاق الرذاذ الملوث بالمواد الكيماوية من النفايات أو الجراثيم، أو استنشاق الهواء الملوث بالغبار.

وأشارت الدراسة إلى أن التعامل المباشر وملامسة النفايات قد يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض منها:

  • التعرض للجراثيم من البراز: مثل بكتيريا “إي كولاي” و”السالمونيلا”، وفيروسات قد تؤدي إلى التهاب الأمعاء، وأيضًا التعرض لفيروس التهاب الكبد “إيه” الذي ينتقل عبر تناول طعام ملوث ببراز شخص مصاب.
  • الطفيليات التي ترتبط مع فضلات الحيوانات: مثل الذي يوجد في براز القطط بشكل خاص، ويؤدي إلى الإصابة بـ“داء المقوسات”، الذي إذا أصيبت به الحامل فإنه قد ينتقل للجنين ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
  • الجراثيم من بؤر الحيوانات كالقوارض: مثل داء “البريميات”، وهي عدوى ترتبط ببول الجرذان، وقد تقود إلى اليرقان والتهاب السحايا وحدوث تلف في الكلى.
  • الفيروسات التي تنتقل عبر الدم: كالتهاب الكبد الفيروسي “بي” و”سي”، وفيروس “إتش آي في” المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسب (إيدز). وهذا يحدث عبر وخز الشخص بإبر ملوثة بالفيروسات، وهو خطر يواجه خاصة من يتعاملون مع النفايات الطبية.

 



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة